الباب العاشر: في شيء مما ورد في الاستسقاء
  فصلى ركعتين ثم قلب رداءه ورفع يده فقال: «اللهم صاخت جبالنا، واغبرّت أرضنا، وهامت دوابنا، يا معطي الخيرات من أماثلها، ومنزل الرحمة من معادنها، ومجري البركات على أهلها بالغيث المغيث أنت المُسْتَغْفَرُ الغفار فنستغفرك للخاصات من ذنوبنا، ونتوب إليك من عظيم خطايانا، اللهم فأرسل السماء علينا ديماً مدراراً، واصلاً بالغيث واكفاً مغزاراً، من تحت عرشك حيث ينفعنا(١) ويعود علينا غيثاً مغيثاً عاماً مجلجلاً غدقاً خصيباً ذارعاً راتعاً، ممرع النبات، كثير البركات، قليل الآفات، فإنك فتاح بالخيرات، اللهم إنك قلت: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ٣٠}[الأنبياء]، اللهم ولا حياة لشيءٍ خُلِق من الماء إلا بالماء، اللهم وقد قنط الناس أو من قنط منهم، وساءت ظنونهم، وتاهت ألبابهم، وتحيرت البهائم في مراتعها، وملت الدَّوران في مواطنها، وعجت عجيج الثكلى على أولادها إذ حبست قطر السماء فَرَقَّ لذلك عظمها، وذهب لحمهما، وذاب شحمها، اللهم فارحم حنين الحانة وأنين الآنة، وارحم اللهم بهائمنا الهائمة، والأنعام السائمة، اللهم وقد برزنا إليك ياربّ نستغفرك لذنوبنا، ونستسقيك لعيالاتنا وبهائمنا، اللهم اغفر لنا إنك كنت غفاراً، وأرسل السماء علينا مدراراً، وزدنا قوة إلى
(١) في (أ، ب، ج): شفعنا، والمثبت من نخ.