البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

مقدمة

صفحة 5 - الجزء 1

مقدمة

  

  الحمد لله رب العالمين، وأشرف الصلاة وأتم السلام على سيدنا محمد أفصح العرب أجمعين.

  وبعد: فإن أشرف العلوم وأكرمها هي التي تخدم كتاب الله الكريم، وسنة رسوله العظيم، أو هي التي تدور في فَلَكَيْهما.

  وعلم البلاغة واحد من تلك العلوم الشريفة الكريمة، ولد في أحضان كتب «إعجاز القرآن» وتربّى على أيدي علماء أجلاء، عكفوا على إحاطة كتاب الله بقلوبهم وعيونهم وأرواحهم، وبرعوا في فهم الآيات والنصوص الأدبية الرائعة، ودان لهم التعبير الفني البديع، والتأليف العلمي الرفيع.

  ولئن عَبَر في تاريخ هذا العلم رجال يبست نضارة العبارة على أقلامهم، وغابت رشاقة الكلمة من تأليفهم وغلبت على كتاباتهم الروح المنطقيّة، والأساليب السقيمة والأمثلة المحنطة والقواعد المتحجرة، والتقسيمات والتفريعات حتى ليضيع القارئ في متاهاتها. إنّ ذلك كلّه لم يقضِ على علم البلاغة ولم يقذف به إلى عالم الموتى أو ركام المهملات.