فن التشبيه
وجه الشبه مفرداً ومتعدداً ومركباً
  درجت كتب البلاغة على تفصيل الحديث عن وجه الشبه تفصيلاً شديداً، يكاد قارئه من كثرة أجزائه وأقسامه يضلّ ويضيع.
  ونكتفي نحن ببيان ثلاثة أقسام، لها صلة وثيقة بنوع التشبيه.
  ١ - يكون وجه الشبه مفرداً، حين نشبّه مفرداً بمفرد. فإذا شبهنا الخدَّ بالورد فوجه الشبه بينها هو (الحمرة).
  ٢ - ويكون وجه الشبه متعدداً، حين نشبه مفرداً بمفرد له صفات متعددة، كأن نقول: سعاد كأمها طولاً وصوتاً وأخلاقاً. ووجه الشبه هنا متعدد، وتعدده جاء من الطول والصوت والأخلاق.
  ويميز هذا النوع بأنا لو حذفنا أحد وجوه الشبه مثل الطول، أو الصوت، واكتفينا بالباقي صحّ التشبيه، كما لو قلنا: سعاد كأمها طولاً وأخلاقاً، أو صوتاً وأخلاقاً ... وهذا النوع قريبٌ من الأول، ويُعد في جملته.
  ٣ - ويكون وجه الشبه مركَّباً، حين نشبه صورة بصورة أو مركباً بمركّب ... كأن نقول:
  المُسْتَجِيرُ بِعَمْرِو عند كَرْبَتِهِ ... كَالْمُسْتَجِيرِ مِن الرَّمْضَاءِ بِالنَّارِ(١)
(١) عمرو - هنا - هو عباس بن مُرة التغلبي، يقال إنه لما رمى كُليب بن ربيعة التغلي وقف على رأسه فقال له: يا عمرو أغثني بشربة ماء فأتم قتله. والرمضاء الأرض التي أسخنتها حرارة الشمس الشديدة.