فن التشبيه
  إن وجه الشبه الجامع بين طرفي التشبيه هو الهيئة الحاصلة من الالتجاء من الضار إلى ما هو أشد منه ضرراً طمعاً في الانتفاع به.
  تفصيل ذلك:
  المشبه: رجل، يستجير بعمرو، عند الشدة.
  المشبه به: رجل يستجير من حرارة الرمضاء، بالنار.
  لقد تركب المشبه من عدة عناصر، فغدا صورة متكاملة ذات عناصر وأبعاد وكذلك المشبه به ... ومن تشبيه الطرف الأول بالثاني نَجَم وجه الشبه المركب. - وهو تشبيه تمثيلي -
  ويجب التفريق بين وجه الشبه المتعدد ووجه الشبه المركب. فالمتعدد هو القابل للتجزئة والانفصال وصحة الاستغناء عن بعض العناصر التي تألف منها. أما المركب فهو الصورة المتكاملة المتماسكة، غير القابلة لتجزئة أو انقسام.
  ولقد مرّ بنا بيتُ بشار بن بُرد الذي يقول:
  كَأَنَّ مُتَارَ النفْعِ فوق رؤوسنا ... وأسيافنا لَيْلٌ تَهَاوَى كواكبه
  وبينَّا أن المشبه مركبٌ من النَّقع الذي يغطي أرض المعركة ويجعلها كالليل سواداً، ومن السيوف اللماعة الصاعدة النازلة على الأعداء ... وأن المشبه به مركب من الليل الذي غطى بظلامه كل شيء، ومن الكواكب اللماعة البراقة تتهاوى في ذلك الليل البهيم ...
  صورة قابلت صورة ... وكانت النتيجة: بريق جسم أبيض في وسط ظلام أسود ...