البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

مقدمة

صفحة 7 - الجزء 1

  عما نقول.

  أما الفريق الثاني من العلماء فينظر إلى هذا العلم نظرة محبّة وتقدير، ويشيد بما جاء به الآباء والأجداد من آراء واجتهادات ويطالب بوضعها بين أيدي الدارسين والمتعلّمين، لأنها جزء من حضارة هذه الأمة، وعنوان مشرف على إبداعها وسمو تفكيرها.

  ومع هذا، فإنه يطالب بالتطوير والتحديث، ويلح على اقتلاع ما علق بالبلاغة من أوشاب المنطق والفلسفة، وآثار التحجر والجمود، وربطها بمعطيات العلوم الأخرى، ومقارنتها ببلاغة الأمم الحية، ثم إعادة صوغها ببيان مشرق ناصع عربي مبين.

  ***

  ولقد شرفني الله سبحانه وتعالى بخدمة هذا العلم وتدريسه في أكثر من جامعة عربية سنين عدداً ويسر لي قراءة كثير مما دتجه يراع الآباء والأجداد والأبناء والأحفاد فى هذا العلم والمجال.

  وراودتني النفس على كتابة سطر فيه أجمعه مع ما كتبه السَّلَف والخلف. وتردّدت في ذلك زمناً، كنت أقدم رجلاً وأؤخر أخرى، ثم ألهمني الله سبيل الإقدام.

  كانت خطتي المتواضعة في هذا الكتاب تقوم على ثلاثة مبادئ

  أساسية:

  ١ - المحافظة على جوهر البلاغة الأصيلة.

  ٢ - تحديث هذا العلم قدر الطاقة.

  ٣ - عرض النتائج ببيان عربي فصيح.

  ***

  وبعد، فلقد حاولت مخلصاً أن أخدم بهذا العمل كتاب الله الكريم