البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

أقسام الجناس

صفحة 147 - الجزء 3

  وفي آخر مطاف الجناس نورد هذه الأبيات المفعمة بالتجنيس للطرافة، والتَّفكهة عساها تزيل السامة والضَّجر.

  قال أحدهم يلغز ويجنس:

  طرقت الباب حتى «كل متني» ... فلما كُلَّ مَشي ... «كَلَّمَتي»

  فقالت لي: أيا «اسماعيل» صبراً ... فقلت لها: أيا «اسما» عيل صبري

  في المقامة السادسة والأربعين المعروفة بالحلبية للحريري وجدنا الأبيات التالية:

  زُيِّنَتُ زَيْنَبُ بِقَدَّ يَقُدُّ ... وَتلاهُ وَيْلَاهُ نَهْدٌ يَهْدُ

  جندها جيدها وظرف وطرف ... ناعس تاعس بحد يحد

  فارقتني فَأَرقَتْنِي وَشَطَّتْ ... وسطت ثُمَّ ثُمَّ وجد وجد

  فدنت فديت وحنت وحيتْ ... مغضباً مُغضباً يَوَدُّ يُودٌ

  ولقد نجح سلطان العاشقين في تجنيسه أيما نجاح، وبدا شعره كالعسل المصفى، بل صار أغنية يترنم بها العاشقون:

  غيري على السلوان قادر ... وسواي في العُشاق غَادِرُ

  لي في الغرام سريرة ... والله أعلمُ بالسرائرْ

  ومشبه بالغصن قلـ ... ـبي لا يزالُ عليه طائرْ

  أشكو وأشكر فعله ... فاعجب لشاكٍ منه شاكرْ

  لا تنكروا خَفَقانَ قَلْـ ... ـبي، والحبيب لي حاضرْ

  ما القلب إلا داره ... ضربت له فيها البشائر

  يا تاركي في حبه .... مثلاً من الامثال سائرْ

  يا ليل، مالك اخرٌ ... يُرجي، ولا للشوق اخرْ

  طَرْفِي وطرف النجم فيـ .... ـك، كلاهما ساهٍ وساهرْ

  يهينك بدرك حاضر ... يا ليت بدري كان حاضر

  حين يبين لناظري ... من منهما زاه وزاهر

  بدري أرقٌ محاسِنا ... والفرق مثلُ الصبح ظاهرْ

  ***