التأريخ الشعري حساب الجمل
  هذه القصيدة لو نظرت إلى معانيها ساءتك المعاني، وساءك النظم والأسلوب، وحكمت عليها الحكم القاتل. ولكن هذه القصيدة من وجهة نظر أخرى هي لوحة فنية، قل نظيرها في الشعر العربي، إنها تشف عن صنعة رجل فنان «مُفْتَنَ» نَدَر مثيله. وإليك بيان ذلك.
  القصيدة من البحر البسيط التام، في الشطر الأول اربع تفعيلات، وفي الثاني كذلك، ولو أخذت الحرف الأول من التفعيلة الأولى في البيت الأول، وأخذت الحرف الأول من التفعلية الأولى في البيت الثاني، وهكذا فعلت في الثالث، والرابع إلى آخرها، لرأيت أنه تجمع عندك بيت شعر من بحر الرجز وهو:
  علي الحمد في الوصف ... علي مسعد الصنف
  ولو حسبت حروفه بحساب الجمل لرأيت أنه يشير إلى الرقم ١٠٢٥ وهو تاريخ نظم القصيدة.
  والآن، خذ الحرف الأول من التفعيلة الثانية في البيت الأول، وافعل كذلك في البيت الثاني، إلى آخر الأبيات. وستجد أنه تجمع عندك بيت ثان من بحر الهزج، هو:
  بجديه سما حتى ... حوى في الوصف ما يكفي
  ثم خذ الحرف الأول من التفعيلة الثالثة في البيت الأول، وتابع أخذ الحرف الأول من التفعيلة الثالثة من الأبيات الأخرى فسترى أنه تجمع عندك بيت جديد من الهرج، وهكذا إلى آخر التفعيلات، وستجد الأبيات التالية، وكلها بحساب الجمل تشير إلى الرقم (١٠٢٥).
  علي الحمد في الوصف ... علي مسعد الصنف
  بجديه سما حتى ... حوى في الوصف ما يكفي
  نصوحاً محسناً يُجدي ... براه الله للعرف
  بديع الفعل في وصفيـ ... ـه من هون ومن عنف
  رحيب السوح في سلم ... كريم زان باللطف
  كمي السكر في الهيجا ... هزبر قط ما يقفي