البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

علم المعاني

صفحة 65 - الجزء 1

  و «لا» زائدة للتأكيد، والمعنى «فأقسم بمواقع النجوم».

  و «من»: قد تزاد توكيداً لعموم ما بعدها نحو «ما جاءنا من أحد» فإن أحداً صيغة عموم، بمعنى ما جاءنا أي أحد.

  ولا تكون «من» زائدة للعموم إلا إذا تقدمها نفي أو نهي أو استفهام بـ «هل»، فالنفي نحو قوله تعالى: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا}⁣[الأنعام: ٥٩] وقوله تعالى: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ}⁣[الملك: ٣]، والنهي نحو لا تهمل من غذاء عقلك. والاستفهام نحو قوله تعالى: {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ٣}⁣[الملك](⁣١)، ونحو هل من شاعر بينكم؟

  و «من» هذه التي تزاد توكيداً لعموم ما، بعدها، نفياً كان أو نهياً أو استفهاماً، يكون الاسم الواقع بعدها إما فاعلاً أو مفعولاً أو مبتدأ، كما في الأمثلة السابقة.

  و «الباء» ومن استعمالاتها أن تزاد لتوكيد ما بعدها، وقد تزاد كثيراً في الخبر بعد «ليس، وما» النافيتين وعندئذ تكون زيادتها لتوكيد نفي ما بعدها، وذلك نحو قوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ٧٤}⁣[البقرة] وقوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ٢١ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ٢٢}⁣[الغاشية]، وقول معن بن أوس⁣(⁣٢):


(١) الفطور: الخلل والصدع.

(٢) شاعر فحل من المخضرمين له مدائح في جماعة من الصحابة رحل إلى الشام وكفّ بصره، كان يتردّد على ابن عباس وعبد الله بن أبي جعفر بن أبي طالب فيبالغان في إكرامه. ت ٦٤ هـ / ٦٨٣ م. له ديوان شعر مطبوع. الأعلام ١٩٢/ ٨ والشاهد من ديوانه ص ٨٨، تحقيق القطان.