عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[قصيدة ولي آل محمد إبراهيم بن محمد التميمي]

صفحة 105 - الجزء 1

  وقالوا يا لضربٍ بالمواضي ... ومشقٍ بالأسنة والسِّهام

  ولكن الإله لنا نصيرٌ ... به ثقتي تعالى واعتصامي

  ونظم جاءنا حَسَن غريب ... بديع السبك يا لك من نظام

  يفوق الدُّر حُسْناً وابتساماً ... ويحكي في البهاء زهر الكمام

  أتى من أرفع الأمراء قدراً ... ومعدوم المناظر والمسامي

  أثيل المجد بحر الجود حقاً ... وَمُروي السيف في يوم الصِّدام

  يُكِرُّ على الكتيبة لا يُبالي ... ويقدُم في الحرُوب على الحمام

  وإن يغشى مقانبه فتورٌ ... فذاك هو المدافع والمحامي

  يعاتبنا على ترك التلاقي ... وذلك كان من جهة المقام

  صددتَ عن اللقاء ومِلْتَ عنه ... مُساعدة لآراء اللئام

  وكُنْتَ وعدتَ تلقى في جمادى ... وعوداً مالها من انكتام

  وجئنا من ربا كُحلان قصداً ... لتعجيلِ اتفاق والتِئَام

  ورُسْلُكَ عندنا ما كان منهمْ ... سوى ما قد حتمت من اللزام

  فلم تفتح إلى الميعاد طرفاً ... وكان سحاب وعدك كالجهام⁣(⁣١)

  ولما أن قدمتُ أردتَّ مِنَّا ... ملاقاةً تعوق عن المرام

  وصيّرتَ التلاقي حيث كنا ... أردنا أن يكون من الحرام

  وقلتَ لعلّ فيما كان خيراً ... وما خير البعاد عن الإمام

  دواءٌ قربه من كلِّ داءٍ ... ورؤيتُه شفاء للأُوامِ

  وقلتَ بَلَغْتَ سؤلك في ولاء ... وفي ودٍّ وأخلاق وُسَامِ

  أردنا أن نكون له جنوداً ... يصول بها على يمن وشامِ


(١) الجهام: السحاب لا ماء فيه. أفاده قاموس.