عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[قصيدة ولي آل محمد إبراهيم بن محمد التميمي]

صفحة 106 - الجزء 1

  فَتمِّمْ ما نويتَ وُقيتَ شراً ... فما شيءٌ يصُدُّ عن التَّمام

  أَمَا فرضُ الجهاد أجل فرضٍ ... وأوجب من صلاتك⁣(⁣١) والصيامِ

  وأفضل كل بِرٍّ وهو قطعاً ... لأنواع الفضائل كالسنامِ

  وكل مُفَرِّط فيه سَيُضحِي ... غريقاً خائضاً بحر الأثامِ

  وما ترك اللقاء إلى صعيد ... بمسقط فرضِهِ عن ذي احتكامِ

  فيا سبط الحسين وخير ليث ... يُرى وسط الكريهة ذا ابتسامِ

  أَقمْ فرض الجهاد وقم وشمِّر ... لختم العُمر من خير الختامِ

  وكفر بالجهاد ذُنوب دَهر ... مضى لك منذ وقت الاحتلامِ

  فأنت رضيع ثدي الحرب صدقاً ... وما ترضى لنفسك بالفطامِ

  وما حربٌ على بغي كحرب ... على حق خلا عن كل ذامِ

  فحرب البغي خُسْر أي خُسْرٍ ... يقود إلى الردى والانتقامِ

  وحرب الحق غنم أيُّ غنم ... فكن يا ذا المعالي ذا اغتنامِ

  وإن تنصر إله الحق تُنْصَر ... كما قد قاله محيي العظامِ

  وإنك إن تواليني تجدني ... بإصلاحي لشأنك ذا اهتمامِ

  وتلقى الخير في دين ودنيا ... فكن بصلاح دينك ذا غرامِ

  فما الدنيا بباقية لحيّ ... ولو يبقى كنوح ألف عامِ

  وقلت أتاك من ثقة حديث ... معاني لفظه رد الخيامِ

  وما والله ذلك كان مني ... ولا تلك العبارة من كلامي

  أبت لي همتي وأبا حيائي ... ونفسٌ لا تميلُ إلى الحطامِ

  وطرف ينظر الدنيا جميعاً ... محقرة بمنزلة القُلامِ


(١) أي النوافل.