عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[من كلام الأرحبي نقلا من كتاب مخطوط]

صفحة 154 - الجزء 1

  ولكل ما ساله ونواه ... كلّنا يحسب الخلاف خطيهْ⁣(⁣١)

  فلَأَهْلُ العراق أعْرَف بالحـ ... ـق وبالدين والأمور السنيّهْ

  ومنها:

  حسبنا منك ما يبلغنا اليو ... م إلى مثله وربّ البنيّهْ

  قد بذلنا النفوس في طلب الحقّ ... لنجزى به جناناً عليّهْ

  حبذا القتل في السبيل ولابد لنا ... من ورود حوض المنيّه⁣(⁣٢)

  فقال #: (حسبك يرحمك الله)، ودعا له وأثنى عليه وعلى قومه.

  وانتهى شعره إلى معاوية فقال: والله لأعطيَنَّ المال حتى أستميل ثقات علي، ولأفشينَّ المال حتى تغلبَ دنياي آخرتَه!

  فلما بلغ علياً # قال لأصحابه: لهم الدنيا ولكم الآخرة، ولعلّ الله يجمعهما لكم جميعاً.

  ثم ذكر القتال الدائر بين عكّ وهمدان حتى قال:

  تطاعنوا بالرماح، ثم قذفوها وصاروا إلى السيوف، ثم قذفوها وهم يتجالدون بعمد الحديد على الهام، فاشتدّ قتال القوم، وجاء أمر يشيب النواصي، حتى قامت قائمة الظهيرة، ثم إن أمير المؤمنين ~ وسلامه التفتَ إليهم فقال: حتى متى تخلّون بين هذين الحيَّيْنِ وقد تفانوا وأنتم


(١) خفف الهمزة بالحذف وهو كثير. تمت وفي (خطيه) خفَّفها بقلبها ياءً. تمت.

(٢) زاد في شرح النهج:

ليس منَّا مَنْ لم يكن لكَ في اللـ ... ـه ولياً يا ذا الولا والوصيَّه