[من كلام الأرحبي نقلا من كتاب مخطوط]
  ولكل ما ساله ونواه ... كلّنا يحسب الخلاف خطيهْ(١)
  فلَأَهْلُ العراق أعْرَف بالحـ ... ـق وبالدين والأمور السنيّهْ
  ومنها:
  حسبنا منك ما يبلغنا اليو ... م إلى مثله وربّ البنيّهْ
  قد بذلنا النفوس في طلب الحقّ ... لنجزى به جناناً عليّهْ
  حبذا القتل في السبيل ولابد لنا ... من ورود حوض المنيّه(٢)
  فقال #: (حسبك يرحمك الله)، ودعا له وأثنى عليه وعلى قومه.
  وانتهى شعره إلى معاوية فقال: والله لأعطيَنَّ المال حتى أستميل ثقات علي، ولأفشينَّ المال حتى تغلبَ دنياي آخرتَه!
  فلما بلغ علياً # قال لأصحابه: لهم الدنيا ولكم الآخرة، ولعلّ الله يجمعهما لكم جميعاً.
  ثم ذكر القتال الدائر بين عكّ وهمدان حتى قال:
  تطاعنوا بالرماح، ثم قذفوها وصاروا إلى السيوف، ثم قذفوها وهم يتجالدون بعمد الحديد على الهام، فاشتدّ قتال القوم، وجاء أمر يشيب النواصي، حتى قامت قائمة الظهيرة، ثم إن أمير المؤمنين ~ وسلامه التفتَ إليهم فقال: حتى متى تخلّون بين هذين الحيَّيْنِ وقد تفانوا وأنتم
(١) خفف الهمزة بالحذف وهو كثير. تمت وفي (خطيه) خفَّفها بقلبها ياءً. تمت.
(٢) زاد في شرح النهج:
ليس منَّا مَنْ لم يكن لكَ في اللـ ... ـه ولياً يا ذا الولا والوصيَّه