عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[من كلام الأرحبي نقلا من كتاب مخطوط]

صفحة 156 - الجزء 1

  أترجو أن تنالَ وأنتَ حيّ ... أبا حسن فذا ما لا يكونُ

  لقد بكت السكون عليه حتى ... وَهَتْ منها النواظر والجفونُ

  ألا أبلغْ معاوية بن حرب ... ورجم الغيب يكشفه اليقينُ

  بأنا لانزال لكم عدواً ... طوال الدهر ما سمع الحنينُ

  ألم ترنا ووالينا علياً ... أباً بَرًّا ونحن له بنونُ⁣(⁣١)

  وأنَّا لا نريد به سواه ... وذاك الرشد والحظّ الثمينُ

  وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ وسلامه في ذلك:

  ولما رأيتُ الخيل تقرع بالقنا ... فوارسها حمر النحور دوامي

  ونادى ابنُ هند في الكلاع ويحصب ... وكندة في لخم وحي جذامِ

  تيمَّمْتُ همدان الذين همُ همُ ... إذا نابَ خطبٌ جُنَّتِي وسِهَامِي

  فناديتُ فيهم دعوةً فأجابني ... فوارس من همدان غير لئامِ

  فوارس ليسوا في الحروب بعزَّلٍ ... غداة الوغى من شاكرٍ وشبامِ

  ومن أَرْحَبَ الشُّمّ الْمَطَاعِيْنَ بالقنا ... ونِهْم وأحياء السبيع ويامِ

  ووادعة الأبطال يخشى نصالها ... بكل صقيل في أكفّ حسامِ

  ومن كل حي قد أتتني فوارس ... كرام لدى الهيجاء أيّ كرام

  يقودهم حامي الحقيقة ماجدٌ ... سعيد بن قيس والكريمُ محامِ


(١) بعض العرب يُعْرِبُ ما أُلْحِقَ بجمع المذكر السالم على النون وعلى ذلك قوله: وقد جاوزت حد الأربعين ... والشاعر سعيد بن قيس عربي أصيل، فهو شاهد على ذلك، وقد ورد في الحديث: «اللهم اجعلها عليهم سنيناً كسنينِ يوسف». تمت من المؤلف #.