[من كلام الأرحبي نقلا من كتاب مخطوط]
  بكلّ رديني وعضب نخاله ... إذا اختلف الأقوام سيل عرامِ
  فخاضوا لظاها واصطلوا حرَّ نارها ... كأنهم في الهيج شِرب مدامِ
  جزا الله همدان الجنان فإنهم ... سمام العدا في كل يوم سمامِ
  لهم تُعْرَفُ الرايات عند اختلافها ... وهم بدأوا للناس كل لحامِ
  رجالٌ يحبّون النبي ورهطه ... لهم سالف في الدهر غير أيامِ
  هم نصرونا والسيوف كأنها ... حريق تلظَّى في هشيم ثمامِ
  لهمدان أخلاق ودين يزينها ... وبأس إذا لوقوا وحدّ خصامِ
  وجدٌّ وصدقٌ في الحديث ونجدة ... وعلمٌ إذا قالوا وطيب كلامِ
  متى تسعفنهم أو تبت في ديارهم ... تبت ناعماً في خدمة وطعامِ
  فلو كنتُ بوَّاباً على باب جنّة ... لقلتُ لهمدان ادخلوا بسلامِ
  قال: فنادى معاوية في أحياء اليمن وقال: عبّوا منكم كل فارس تثقون به، فاجعلوهم كتيبة واحدة، ولتكونوا بإزاء همدان فخَرَجَتْ، فلما رآهم علي ~ قال: (هذه عيون القوم)، فنادى سعيد بن قيس فأتاه فقال له: (اخلط الخيل بالخيل)، فاقْتَحَمَتْ عليهم همدان فحطّموا القوم حتى ردّوهم إلى معاوية.
  فخرج معاوية فَزِعاً، قال: فكان ذلك يوماً عظيماً شأنه، ورجعت همدان إلى علي #؛ فقال: (يا معاشرَ همدان أنتم درعي ورمحي، والله لو كنتُ بواباً على باب الجنة لأدخلتكم قبل جميع الناس، وما نصرتم إلا الله تعالى ورسوله، وما أحببتم غيره).