عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[مكانة المؤلف # العلمية وبعض أحواله]

صفحة 21 - الجزء 1

  لأنّ لي والحَمْدُ للجَبَّارِ ... مَشَائِخاً كَانُوا وُلَاةَ البَارِي

  كَانُوا كَوَاكِبَ عِلْمِهِ الدّرِّيّهْ ... بَلْ كَشُمُوْسِ عالَمِنَا المضِيَّهْ

  وهَاكَ تَعْيينِي لأَسْماءٍ لَهُمْ ... وبَعْض ذلك من سِمَاتِ فَضْلِهم

  ومَا سَمِعْتُ أوْ قَرَأْتُ مُفْرداً ... عَنْ كُل فَرْدٍ أو بِجَمْعٍ مُسْنَداً

  ثم ساقَ في ذِكْرِ مشائخه، وطُرُقِهِ وإجازته للإمام مجدالدين المؤيدي #، كما أجَازَهُ غَيْرُهُم من العلماء المبرّزين.

[مكانة المؤلف # العِلْمِيَّة وبعضُ أحواله]

  ولم تمضِ عليه فترة وجيزة حتى صار فارساً في ميدان العلوم، وأصبح قِبْلة يُقصد لحلّ المشكلات وكشف المعضلات، واستقرّ في صعدة، يُعَلِّمُ الجاهلَ ويرشد الضالّ ويغيث الملهوف ويحسن إلى كل الناس.

  وقد تميّز بصفات خُلُقِيَّة كريمة فالشجاعة والحكمة والصدق والصبر والتواضع صفات مَكِيْنَةٌ فيه، يعرف ذلك من جلس بين يديه وحاوره.

  ولم يكن المؤلف # بمعزل عن الأحداث التي تعصف بالبلاد، فإنه لما قُتِل الإمام يحيى حميد الدين | سنة (١٩٤٨ م) واضطربت أمواج الفتن، كان له دور بارز في حقن الدماء وتسكين الدهماء، والحفاظ على السكينة العامة، والعمل على التعايش بسلام، وكذلك كان له نفس الدور عند قيام ثورة ٢٦ سبتمبر عام (١٩٦٢ م).

  ولم يتوقّف # عن نشر المعارف وتدريس العلوم حتى في أحلك الظروف، فحلقات العلم قائمة والدروس مستمرّة في سلم وحرب، وفي سفر وحضر.