عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[مكانة المؤلف # العلمية وبعض أحواله]

صفحة 27 - الجزء 1

  يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ٢٦٩}⁣[البقرة]، «اللهمَّ اجْعَل العِلْمَ في عَقِبي، وعَقِبِ عَقِبي، وزَرْعِي وَزَرْعِ زَرْعِي».

  ومن تراثه أنه خَلَّف لنا كوكبة من العلماء الأعلام الذين هم رموز وكبار العلماء اليوم، ذكر أسماءهم المولى العلامة الحسن بن محمد الفيشي | في ترجمته للمؤلف # في آخر كتاب التحف شرح الزلف.

  ومازال # حتى توفّاه الله تعالى قائماً على الدرس والتدريس، والإفتاء والتوجيه والتأليف، وحلّ المشكلات وفضّ النزاعات.

  قال السيّدُ العلَّامة/ الحَسَنُ بنُ محمَّد الفيشي | في تَرْجَمَتِهِ للإمام مجدالدين المؤيَّدي #:

  ولِقِلَّةِ عَتَادي وقِصَرِ بَاعِيْ وَكَوْنِهِ كالشَّمْسِ رَابِعَةَ النَّهارِ، والقَضِيَّةَ الْمُسَلَّمَةَ التي لا يَتَسَرَّبُ إليها إِنْكَار، فسَأَسْلُكُ مَسْلَكَ الاخْتِصَار، وَكَيْفَ لي بِالإِجَادَةِ والإِحَاطَةِ في صِفَاتِ قُدْسِيَّةِ وَحِيْدِ عَصْرِهِ في القِيَادَةِ الرُّوحِيَّةِ، وَسَفِيْرِ الإسْلامِ لِتَجْدِيْدِ مَعْرِفَةِ نُظُمِهِ الأَسَاسِيَّةِ، وَمُنْتِجِ الثَّرْوَةِ العُظْمَى من عُلُوْمِ العِتْرَةِ النَّبوِيَّةِ، وَحَامِي سَرْحِ الشَّرِيعَةِ الْمُطَهَّرةِ من تَيَّارَاتِ المبَادِئ الإلْحَادِيَّة، فأقولُ:

  إنَّ الإسْلامَ ومُجْتَمَعَهُ الصَّحِيح إنَّما يَقُومُ على أُسُسِ الهِدَايَةِ، وأَقْطَابِ الدِّرَاية والرِّوَايَة، حُجَجِ الله على خَلْقه، وأُمَنائِه على تَبْلِيغِ نَهْيهِ وأَمْرِه، وَرَثَةِ الأَنْبِياءِ الذيْنَ اسْتَخْلَصَهم الله وَوَفَّقَهُمْ لِقَهْرِ قُوَى الطَّبيعَةِ، وحُبّ المادَّة والشَّرَفِ، تَتَفَاعَلُ أَنْفُسُهم في التّصَوُّرِ الْمُسَدَّد الشَّامِلِ لأَبْعَادِ الملَّة الحَنِيْفِيَّة، وأَسْرَارِها ومُقَوِّمَاتِها، وَما يَلْزَمُ لها وما يَتَنَافى مَعَهَا، وبالْوَعِي الكَامِلِ، والعَقِيْدِةِ الرَّاسِخَةِ، والضَّمِيرِ الخَالِصِ عن جَميعِ