قال # في قصيدته البائية:
  من العَرَبِ الأُسْدِ المداعيس بالقنا ... ومن عَجَمٍ جمّ طوال الشواربِ(١)
  ومن حيّ همدانٍ وخولان جحفل ... ومن غيرهم مثل الأسود الغواربِ
  مراقيل نحو الضرب في ساحة الوغى ... إلى الموت إرقال الجمال المصاعبِ
  يريدون وجه الله لا شيء غيره ... ويبغون ثأر المصطفى خير راكبِ
  إلى قوله في بعض أعدائه:
  فلا الجوف يُنْجِيْهِ ولا أرض شاكر ... ولا سهل سفيان ولا أرضُ ماربِ
  إلى قوله:
  سيعلم دجَّال وأحمق مذحج ... إذا التقت الأقران خُزْر الحواجبِ
  ودارت كؤوس الموت بين حماتها ... وضاقت على الأبطال كلّ المذاهبِ
  وطارت رؤوس ثم أيدٍ وأرجلٌ ... وحلّ بأطراف القنا في الترائبِ
  وقلَّ اصطبار القوم حين تراكمت ... عليهم لعمري مفظعات المصائبِ
  بأنّا حماة الدين آل محمد ... ذووا الصبر إذْ لا صبر وقت التقاربِ
  وإنا نكب القِرن في حومة الوغى ... يمج نجيع الصدر عند المضاربِ
  نذود عداة الحق عن دين احمد ... ونمنعه من كل باغ وناصبِ
(١) هذا يدلُّ على أن قصَّ الشارب ليس بواجب عنده، وإلا لما ذكره في معرض المدح لهم، وقد أفاد في كتاب السنَّة أن إعفاء اللحية وقصّ الشارب ونحو ذلك من الآداب غير المعاقب بتركها، فتحمل الأوامر في ذلك على الإرشاد، كنتف الإبط وقصّ الظفر ونحو ذلك، وما ورد في إسبال الشارب، أنه من عمل قوم لوط # فالمراد تطويله من الجانبين وأخذ الوسط لا تركه كلّه فليس بإسبال، وقد روى الإمام أبو طالب عن الإمام القاسم بن إبراهيم $ أنه كان يترك شاربه بهذا أو معناه، وقد بسطت الكلام في هذا في جواب سؤال والله ولي التوفيق. تمت من المؤلف #.