[قصيدة علي بن محمد بن عبيدالله إلى الإمام الهادي #]
  دار لميَّةَ ما بها آثار ... فالربع منها موحشٌ مِقْفَارُ
  قد غيَّرتها بعد ساكنها الصَّبَا ... وتقادم الأزمان والأمطارُ
  ومنها:
  وخرايد مثل البدور نواعم ... خرز العيون نواهد أبكار
  فيهنّ ريم طفلة رعبوبة ... صفراء تحكي لونها الدينار(١)
  حوراء من حور الجنان خريدة ... خمصانة بهنانة معطار(٢)
  فرعا غراء كأنّ خدودها ... ورد نضير ساطع ونهارُ
  وإذا بدت للناظرين رأيتها ... نوراً تكل لنوره الأبصارُ
  وإذا بدت للناظرين رأيتها ... بيضا تضئ لنورها الأقطارُ
  تلك التي هام الفؤاد بذكرها ... دهراً ولم يك في هواها عارُ
  فدع التذكر للديار وأهلها ... إني أراك يهمك التذكار
  وارفض طلابك للأوانس والصبا ... إن الأوانس حبّهنّ دمار
  إني امرؤ لا أشتكي ألم الهوى ... لكن هداني الواحد الجبّارُ
  لما دعا يحيى الإمام إلى الهدى ... والناس عن طلب الهدى حُيَّار
  لم أنثني لما دعا وأجبته ... ونصرته ولمن عصاه النار(٣)
(١) الريم بالكسر: الظبي الخالص البياض. و الرعبوبة: بيضاء حسنة حلوة ناعمة. تمت أفاده قاموس.
(٢) الخمصانة: غير مرتفعة البطن. و بهنانة: طيّبة النَّفَس والريح، اللينة في عملها ومنطقها، خفيفة الروح.
(٣) ترك الجزم لضرورة الشعر كقول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد