عيون المختار من فنون الأشعار والآثار،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[قصة تسليم ملك اليمن أبي العتاهية للإمام الهادي #]

صفحة 69 - الجزء 1

  في ذلك اليوم اللواء فقال: بينما الناس في تعابيهم إذْ أشرف عسكرُ أبي العتاهية في ذلك اليوم، أربعمائة فارس وعشرة آلاف راجل، فلما نظر أبو العتاهية إلى عسكر الهادي # عبّى عسكره ميمنة وميسرة وقلباً، ثم أرسل إلى الهادي رسولاً أن يلقاه في عشرة فرسان، فخرج الهادي ومعه ثلاثون فارساً، وأمر عسكره أن يلزموا مواضعهم على تعابيهم، فلما نظر أبو العتاهية إلى الهادي قد فَصَلَ عن عسكره خرج ومعه نفر من أصحابه ناحية حتى صار بين العسكرين، ثم أمرَ أبو العتاهية أصحابه الذين كانوا معه بالوقوف، فبرزَ الهادي من أصحابه ناحية، فلما نظر إليه أبوالعتاهية ركض نحوه وسار الهادي في لقائه، فلما قَرُب أبو العتاهية من الهادي # رمى برمحه وكشفَ رأسَهُ ونزل عن فرسه، فلما نظر الهادي إليه نزل عن فرسه، وأقبل أبو العتاهية يحضر إلى الهادي حتى قبَّل رأسَه ويديه، وجثى بين يديه، وجلس أبو العتاهية والهادي # معه يَعِظُهُ ويدعوه إلى طاعة ربه، فسارع أبو العتاهية، وقال: استحلفني يا أمير المؤمنين، فاستحلفه الهادي وأخذ بيعته على القيام معه بالحق وعلى الحق، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

  إلى أن قال: ثم دعا أبو العتاهية أصحابه فبايعوا الهادي #، ثم ركب أبو العتاهية فرسَه وجعل يأتي بجماعة بعد جماعة، فيستحلفهم الهادي # على السمع والطاعة، ثم حلف أكثر العسكر، ثم تقارب العسكران واختلطا، وسلَّم بعضهم على بعض، فساروا جميعاً غير بعيد، وقرب وقت صلاة العصر؛ فنزل الهادي فتطهّر على غَيْل حدقان وأبو القاسم. قلت: يعني المرتضى #. قال: