باب ويجب قصر الرباعي
بَابٌ وَيَجِبُ قَصْرُ الرُّبَاعِيِّ
  إلَى اثْنَتَيْنِ عَلَى مَنْ تَعَدَّى مِيلَ بَلَدِهِ مُرِيداً أَيَّ سَفَرٍ بَرِيداً حَتَّى يَدْخُلَهُ مُطْلَقاً، أَوْ يَتَعَدَّى فِي أَيِّ مَوْضِعٍ شَهْراً، أَوْ يَعْزِمَ هُوَ أَوْ مَنْ يُرِيدُ لِزَامَهُ عَلَى إقَامَةِ عَشْرٍ فِي أَيِّ مَوْضِعٍ أَوْ مَوْضِعَيْنِ بَيْنَهُمَا دُونَ مِيلٍ، وَلَوْ فِي الصَّلَاةِ وَقَدْ نَوَى الْقَصْرَ لَا الْعَكْسُ غَالِباً أَوْ لَوْ تَرَدَّدَ.
(بَابٌ) في صلاة السفر
  (وَيَجِبُ قَصْرُ الرُّبَاعِيِّ إلَى اثْنَتَيْنِ عَلَى مَنْ تَعَدَّى مِيلَ بَلَدِهِ) أو إقامته بكلية بدنه (مُرِيداً أَيَّ سَفَرٍ) سواء كان في سفر طاعة أو معصية (بَرِيداً) فمتى كملت هذه الشروط وجب القصر، والبريد أربعةُ فراسخ، والفرسخ ثلاثة أميال هاشمية، والميل الهاشمي ثلاثة آلاف ذراع بالذراع العمري، وهو قدر الذراع الحديد المسمى ذراع الهادي المتعامل به في صنعاء وذمار ونواحيها وصعدة في وقتنا الحالي، وقد قُدِّرَ هذا الذراعُ من بعض أهل الخبرة والمعرفة بـ (٥٤) سنتيمتر، فيكون الميل (١٦٢٠) متراً، وعلى هذا يكون البريد (٤٤٠‚١٩ كم) تسعة عشر كيلومتراً وأربعمائة وأربعين متراً(١). نعم فلا يزال يقصر (حَتَّى يَدْخُلَهُ) أي ميل بلده راجعاً (مُطْلَقاً) أي سواءً كان مختاراً أم مكرهاً في الدخول فإنه يصلي تماماً (أَوْ يَتَعَدَّى فِي أَيِّ مَوْضِعٍ شَهْراً) فإنه يتم (أَوْ يَعْزِمَ هُوَ) أي المسافر (أَوْ مَنْ يُرِيدُ) ذلك المسافر (لِزَامَهُ) كالمرأة مع زوجها والعبد مع سيده (عَلَى إقَامَةِ عَشْرٍ فِي أَيِّ مَوْضِعٍ) سواءً كان بَرّاً أو بحراً (أو مَوْضِعَيْنِ بَيْنَهُمَا دُونَ مِيلٍ) فإنه يتم (وَلَوْ) عرض له العزم على الإقامة (فِي الصَّلَاةِ وَقَدْ نَوَى الْقَصْرَ) فإنه يتمها أربعاً (لَا الْعَكْسُ) فلا يصح وهو أن يدخل في الصلاة تماماً بعد أن نوى الإقامة ثم عرض له العزم على النهوض فلا يقصر بل يتمها على ما قد نواه أولاً (غَالِباً) احترازاً ممن عزم على السفر حال الصلاة وهو في سفينة فسارت به حتى خرجت من الميل وهو في الصلاة فإنه يقصر (أَوْ لَوْ) دخل بلداً و (تَرَدَّدَ) هل يخرج قبل مضي عشرة أيام أو بعدها فإنه يقصر إلى شهر.
(١) هذا مبني على أن الذراع ٥٤ سنتيمتر، أما على ما هو المعروف بالمعيار العالمي أن الميل يساوي (٣٤‚١٦٠٩) متراً فيأتي الذراع بـ (٦٤‚٥٣) سنتيمترا، فيكون البريد على هذا (٣١٢‚١٩ كم) تسعة عشر كيلومتراً وثلاثمائة واثني عشر متراً، وهذا هو التحقيق، والفارق بسيط.