لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

باب ويسن للكسوفين

صفحة 94 - الجزء 1

  (فَصْلٌ) وَالْمَسْنُونُ مِنَ النَّفْلِ مَا لَازَمَهُ الرَّسُولُ ÷ وَأَمَرَ بِهِ وَإِلَّا فَمُسْتَحَبٌّ، وَأَقَلُّهُ مَثْنَى، وَقَدْ يُؤَكَّدُ كَالرَّوَاتِبِ، وَيُخَصُّ كَصَلَاةِ التَّسْبِيحِ وَالْفُرْقَانِ وَمُكَمِّلَاتِ الْخَمْسِينَ، فَأَمَّا التَّرَاوِيحُ جَمَاعَةً وَالضُّحَى بِنِيَّتِهَا فَبِدْعَةٌ.


  (فَصْلٌ):

  (وَالْمَسْنُونُ مِنَ النَّفْلِ) في عرف الشرع (مَا لَازَمَهُ الرَّسُولُ ÷ وَأَمَرَ بِهِ) وبيَّنَ كونه مسنوناً كرواتب الفرائض وغيرها مما ورد فيه أثر يخصه بعينه كالكسوفين (وَإِلَّا) تكمل الشرطان (فَمُسْتَحَبٌّ وَأَقَلُّهُ) أي النفل وأفضله (مَثْنَى) مثنى في الليل والنهار (وَقَدْ يُؤَكَّدُ) النفل (كَالرَّوَاتِبِ) التي مع الفرائض (وَ) قد (يُخَصُّ) بأثرٍ خاصٍّ يرد فيه:

  (كَصَلَاةِ التَّسْبِيحِ) وصفتها أربع ركعاتٍ، كل ركعتين بتسليم أو موصولة ويتشهد الأوسط، يقول بعد قراءة الفاتحة وسورةٍ: «سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَر» خمس عشرة مرةً، ثم يركع فيقولها عشراً، ثم يعتدل فيقولها عشراً، ثم يسجد فيقولها عشراً، ثم يعتدل فيقولها عشراً، ثم يسجد فيقولها عشراً، ثم يعتدل فيقولها عشراً، ثم كذلك في كل ركعةٍ، رويت بأسانيد صحيحةٍ عند أهل البيت، وهي مروية عند غيرهم.

  (وَ) صلاة (الْفُرْقَانِ) وهي ركعتان، يقرأ بعد الفاتحة في الأولى: من قوله تعالى: {تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا ...} إلى أخر سورة الفرقان، وفي الثانية: من أول سورة المؤمنين إلى قوله: {فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ ١٤} رواها الإمام المؤيد بالله بسندٍ صحيحٍ.

  (وَمُكَمِّلَاتِ الْخَمْسِينَ) والخمسون هي الفرائض سبع عشرة، وثمان قبل الفجر وسنة الفجر ركعتان وثمان قبل الظهر وأربع بعد الظهر بسنته وأربع قبل العصر وأربع بعد المغرب بسنته والوتر ثلاث ركعات (فَأَمَّا التَّرَاوِيحُ جَمَاعَةً) فبدعة، وهي عشرون ركعةً بعشر تسليمات في كل ليلةٍ من ليالي رمضان بعد الفراغ من صلاة العشاء، وأما فرادى فمستحبة (وَالضُّحَى) وهي من ركعتين إلى ثمانٍ، من زوال الوقت المكروه إلى قبل الزوال (بِنِيَّتِهَا) أي بنية كونها سنة (فَبِدْعَةٌ).

  المسنون من النوافل