لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

باب ومصرفها

صفحة 117 - الجزء 1

  وَتَأْلِيفُ كُلِّ أَحَدٍ جَائِزٌ لِلْإِمَامِ فَقَطْ لِمَصْلَحَةٍ دِينِيَّةٍ، وَمَنْ خَالَفَ فِيمَا أَخَذَ لِأَجْلِهِ رَدَّ، وَالرِّقَابُ: الْمُكَاتَبُونَ الْفُقَرَاءُ الْمُؤْمِنُونَ، فَيُعَانُونَ عَلَى الْكِتَابَةِ، وَالْغَارِمُ: كُلُّ مُؤْمِنٍ فَقِيرٍ لَزِمَهُ دَيْنٌ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَسَبِيلُ الله: الْمُجَاهِدُ الْمُؤْمِنُ الْفَقِيرُ، فَيُعَانُ بِمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ فِيهِ، وَتُصْرَفُ فَضْلَةُ نَصِيبِهِ لَا غَيْرِهِ فِي الْمَصَالِحِ مَعَ غِنَى الْفُقَرَاءِ، وَابْنُ السَّبِيلِ: مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَطَنِهِ مَسَافَةُ قَصْرٍ، فَيُبَلَّغُ مِنْهَا وَلَوْ غَنِيّاً لَمْ يَحْضُرْ مَالُهُ وَأَمْكَنَهُ الْقَرْضُ، وَيَرُدُّ الْمُضْرِبُ لَا الْمُتَفَضِّلُ،


  (وَتَأْلِيفُ كُلِّ أَحَدٍ) ممن يُرجى نفعه أو يُخاف ضرره سواء كان غنيّاً أو كافراً أو بفوق النصاب (جَائِزٌ لِلْإِمَامِ) والمحتسب (فَقَطْ لِمَصْلَحَةٍ دِينِيَّةٍ) نحو أن يسْلِمَ أو يحسن إسلامه أو ينصره (وَمَنْ خَالَفَ) من المؤلَّفين (فِيمَا أَخَذَ لِأَجْلِهِ رَدَّ) ما أخذه على الإمام (وَالرِّقَابُ) هم (الْمُكَاتَبُونَ الْفُقَرَاءُ) احترازاً من الأغنياء (الْمُؤْمِنُونَ) احترازاً من الفسَّاق (فَيُعَانُونَ) من الزكاة (عَلَى) تنفيذ (الْكِتَابَةِ، وَالْغَارِمُ كُلُّ مُؤْمِنٍ) احترازاً من الفاسق (فَقِيرٍ) احترازاً من الغني (لَزِمَهُ دَيْنٌ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ) احترازاً ممن لزمه في معصية فإنه لا يعان بشيءٍ منها (وَسَبِيلُ الله) المراد في الآية هو (الْمُجَاهِدُ) مع الإمام فأما مِنْ دون بلده أو ماله فلا حظ له منها عند المذهب (الْمُؤْمِنُ) احترازاً من الفاسق (الْفَقِيرُ) احترازاً من الغني (فَيُعَانُ) يعني المجاهد المؤمن الفقير (بِمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ فِيهِ) من سلاح وكراع ونفقه (وَتُصْرَفُ فَضْلَةُ نَصِيبِهِ) أي نصيب سبيل الله أو جميعه حيث لا جهاد (لَا) فضلة نصيب (غَيْرِهِ) من سائر الأصناف (فِي الْمَصَالِحِ) العامة للمسلمين نحو بناء مدارسهم ومساجدهم ونحو ذلك (مَعَ غِنَى الْفُقَرَاءِ) أما لو كان ثَمَّ فقيرٌ محتاجٌ في ميل البلد فهو أحقُّ بها (وَابْنُ السَّبِيلِ) هو (مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَطَنِهِ) أو مقصده من المؤمنين (مَسَافَةُ قَصْرٍ فَيُبَلَّغُ مِنْهَا) أي يعطى من الزكاة ما يبلغه إلى وطنه (وَلَوْ) كان (غَنِيّاً لَمْ يَحْضُرْ مَالُهُ) في حال سفره ولم يتمكن من بيعه (وَ) لو (أَمْكَنَهُ الْقَرْضُ) لم يمنع من استحقاقه من الزكاة (وَيَرُدُّ) ما أخذه من الزكاة (الْمُضْرِبُ) عن السفر (لَا الْمُتَفَضِّلُ) وهو من بقيت له فضلةٌ بعد وصوله إلى بلده فلا يردها.