(فصل) في الخراج والمعاملة
  (فَصْلٌ) وَالْخَرَاجُ: مَا ضُرِبَ عَلَى أَرْضٍ افْتَتَحَهَا الْإِمَامُ وَتَرَكَهَا فِي يَدِ أَهْلِهَا عَلَى تَأْدِيَتِهِ، وَالْمُعَامَلَةُ: عَلَى نَصِيبٍ مِنْ غَلَّتِهَا، وَلَهُمْ فِي الْأَرْضِ كُلُّ تَصَرُّفٍ، وَلَا يَزِدِ الْإِمَامُ عَلَى مَا وَضَعَهُ السَّلَفُ، وَلَهُ النَّقْصُ، فَإِنِ الْتَبَسَ فَالْأَقَلُّ مِمَّا عَلَى مِثْلِهَا فِي نَاحِيَتِهَا؛ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَمَا شَاءَ، وَهُوَ بِالْخِيَارِ فِيمَا لَا يُحَوَّلُ بَيْنَ الْوُجُوهِ الْأَرْبَعَةِ.
  (فَصْلٌ) وَلَا يُؤْخَذْ خَرَاجُ أَرْضٍ حَتَّى تُدْرَكَ غَلَّتُهَا وَتَسْلَمَ الْغَالِبَ، وَلَا يُسْقِطُهُ الْمَوْتُ وَالْفَوْتُ ...
(فَصْلٌ) في الخراج والمعاملة
  (وَالْخَرَاجُ مَا ضُرِبَ عَلَى أَرْضٍ) من أراضي الكفَّار (افْتَتَحَهَا الْإِمَامُ وَتَرَكَهَا فِي يَدِ أَهْلِهَا عَلَى تَأْدِيَتِهِ) أي على تأدية ما ضربه عليهم من الخراج في كل سنةٍ، كسواد الكوفة ومصر وخراسان (وَالْمُعَامَلَةُ) هي أن يترك الفاتحون الأراضي التي افتتحوها في يد أهلها (عَلَى نَصِيبٍ مِنْ غَلَّتِهَا) من نصفٍ أو ثلثٍ أو ربعٍ من كل غلةٍ (وَلَهُمْ) أي الكفار وأهل الأراضي (فِي الأَرْضِ كُلُّ تَصَرُّفٍ) من بيعٍ وشراءٍ وإجارةٍ ونحو ذلك، ويلزم الخراج من هي في يده (وَلَا يَزِدِ الْإِمَامُ عَلَى مَا وَضَعَهُ السَّلَفُ) من خراجٍ أو معاملة، إذ هو كالإجماع (وَلَهُ) أي الإمام (النَّقْصُ) مما وضعه السلف (فَإِنِ الْتَبَسَ) قدر ما وضعوا (فَالْأَقَلُّ مِمَّا عَلَى مِثْلِهَا) قدراً وصفةً (فِي نَاحِيَتِهَا) وهي البريد (فَإِنْ لَمْ يَكُنِ) السلف قد وضعوا شيئاً (فَمَا شَاءَ) الإمام وضعه عليهم من قليلٍ أو كثيرٍ (وَهُوَ) أي الإمام (بِالْخِيَارِ فِيمَا لَا يُحَوَّلُ) أي فيما لا ينتقل (بَيْنَ الْوُجُوهِ الْأَرْبَعَةِ) وهي إن شاء قسمها بين المجاهدين بعد التخميس، وإن شاء ضرب عليها الخراج، وإن شاء عامل أهلها، وإن شاء منَّ بها عليهم.
(فَصْلٌ) في مسائل تتبع الخراج والمعاملة
  (وَلَا يُؤْخَذْ خَرَاجُ أَرْضٍ) وكذا المعاملة (حَتَّى تُدْرَكَ غَلَّتُهَا) أي تُدرك الحصاد لئلا تصاب بآفة سماوية (وَ) حتى (تَسْلَمَ) الأمر (الْغَالِبَ) كالضريب والجراد ونحو ذلك، فإن تلفت الثمرة سقط الخراج (وَلَا يُسْقِطُهُ) أي الخراج وكذا المعاملة (الْمَوْتُ) يعني موت من هو عليه (وَالْفَوْتُ) يعني فوت خراج سنة حتى دخلت التي تليها ...