(فصل) في تعليق الطلاق بالوقت
  (فَصْلٌ) وَمَا عُلِّقَ بِمُضِيِّ حِينٍ وَنَحْوِهِ قِيلَ وَقَعَ بِالْمَوْتِ وَمِنْهُ إلَى حِينٍ، وَيَقَعُ بِأَوَّلِ الْمُعَيَّنِ وَأَوَّلِ الْأَوَّلِ إنْ تَعَدَّدَ كَالْيَوْمِ غَداً وَلَوْ بِتَخْييرٍ أَوْ جَمْعٍ غَالِباً، وَيَوْمَ يَقْدَمُ وَنَحْوُهُ لِوَقْتِهِ عُرْفاً، وَأَوَّلُ آخِرِ الْيَوْمِ وَعَكْسُهُ لِنِصْفِهِ، وَأَمْسِ لَا يَقَعُ،
(فَصْلٌ) في تعليق الطلاق بالوقت
  (وَمَا عُلِّقَ) من الطلاق (بِمُضِيِّ حِينٍ) نحو أنت طالقٌ بعد حينٍ (وَنَحْوِهِ) وهو أن يقول بعد وقت أو بعد دهر أو بعد عصرٍ (قِيلَ وَقَعَ بِالْمَوْتِ) لإطلاق الحين على القليل والكثير من الزمان والأصل أن لا طلاق فتبقى زوجةً له حتى موتها أو موت زوجها فبه يعلم أنها طلقت قبله وهذا القيل مأخوذ من كلام الإمام المرتضى محمد بن الهادي @ (وَمِنْهُ) أي ومن الواقع بالموت إذا قال أنت طالق (إلَى حِينٍ) إذ لا يتيقن مضي الحين إلا بالموت لاحتماله والمختار لأهل المذهب في هذه المسألة برمتها أنها تطلق بعد مضي لحظة لأنه قيده بمضي حين وقد مضى الحين (وَيَقَعُ) الطلاق (بِأَوَّلِ) الوقت (الْمُعَيَّنِ) نحو أنت طالق إذا جاء غدٌ، فإنها تطلق بأول غد وهكذا (وَ) يقع في (أَوَّلِ) الوقت (الأَوَّلِ) في اللفظ حيث لا نيةَ (إنْ تَعَدَّدَ) ذلك الوقت المعين (كَالْيَوْمِ غَداً) فإذا قال أنت طالق اليومَ غداً بعدَ غد طَلَقتْ في الحال طلقةً واحدةً فقط وإذا قال أنت طالق غداً اليوم طلقت غداً لذكره أولاً (وَلَوْ) تعدد الوقت (بِتَخْيِيرٍ) نحو أنت طالق اليوم أو غداً طلقت في الحال (أَوْ جَمْعٍ) كأن يكون بالواو أو الفاء أو ثمَّ نحو أنت طالق اليوم فغداً فإنها تطلق اليوم وتطلق أيضاً في الثاني إن كان قد راجعها (غَالِباً) احترازاً من أن يقول في الجمع أنت طالق غداً واليوم أو ثم اليوم وفي التخيير أنت طالق غداً أو اليوم أو إما غداً وإما اليومَ فإنها تطلق طلقةً واحدةً في الحال بأول الآخِر لفظاً وهو اليوم وتطلق في اليوم الثاني أيضاً إن راجع في صور الجمع لا التخيير (وَ) من قال أنت طالق (يَوْمَ يَقْدَمُ) زيدٌ (وَنَحْوُهُ) كيوم أدخل الدار فإنها تطلق (لِوَقْتِهِ عُرْفاً) أي لوقت القدوم والدخول؛ لأن معنى يوم يقدم فلان في العرف وقتُ قدومه بشرط أن يكون القادم حيّاً مختاراً (وَأَوَّلُ آخِرِ الْيَوْمِ وَعَكْسُهُ) وهو أخِرُ أوَّلِ اليوم يكون (لِنِصْفِهِ) فإذا قال أنت طالق أولَّ آخرِ هذا اليومِ أو عكسه وقع الطلاق عند إنتصاف النهار حيث لا نيةَ، وإلا عُمِلَ بها (وَأَمْسِ) أي إذا قال أنت طالق أمس أو نحوه فإنه (لَا يَقَعُ) لأنه علقه بمستحيلٍ إلا أن يقول من أمس أو في أمس فيقع لأنه إقرارٌ بالطلاق ...