لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(فصل) في صفات من يجوز تقليده

صفحة 24 - الجزء 1

  (فَصْلٌ) وَإِنَّمَا يُقَلَّدُ مُجْتَهِدٌ عَدْلٌ تَصْرِيحاً وَتَأْوِيلاً، وَيَكْفِي الْمُغْرِبَ انْتِصَابُهُ لِلْفُتْيَا فِي بَلَدٍ شَوْكَتُهُ لِإِمَامِ حَقٍّ لَا يَرَى جَوَازَ تَقْلِيدِ فَاسِقِ التَّأْوِيلِ.

  (فَصْلٌ) وَكُلُّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبٌ فِي الْأَصَحِّ،


(فَصْلٌ) في صفات من يجوز تقليده

  (وَإِنَّمَا يُقَلَّدُ مُجْتَهِدٌ) وهو المتمكن من استنباط الأحكام الشرعية عن أدلتها وأماراتها وإنما يكون ذلك لمن جمع علوماً خمسة: علم العربية من نحوٍ وتصريفٍ ولغةٍ، إذ لا يتمكن من استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة إلا بمفهوم كلام العرب لأنها عربية الدلالة، وعلم آيات الأحكام الخمسمائة آية، وأن يكون عارفاً بسنة النَّبي ÷ ولو بكتاب واحدٍ مما اشتهر بالصحة والاعتماد بحيث يمكنه وجدان الحديث فيه عند الحاجة إليه، والمسائل التي وقع الإجماع المتواتر فيها، وعلم أصول الفقه (عَدْلٌ) والعدالة محافظة دينية تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة ليس معها بدعة وإنما يقلد عدل (تَصْرِيحاً وَتَأْوِيلاً) بمعنى لا يكون مرتكباً لما يوجب الفسق أو الكفر الصريح أو يؤول بصاحبه إلى الفسق أو الكفر كالباغي والمجبر فلا يجوز تقليدهما والله أعلم (وَيَكْفِي الْمُغْرِبَ) أي الغريب الذي لا يعلم حال من يريد تقليده (انْتِصَابُهُ) أي انتصاب هذا العالم (لِلْفُتْيَا) بحيث يرى الناس يأخذون عنه إذا كان (فِي بَلَدٍ شَوْكَتُهُ) أي أمر دولته (لِإِمَامِ حَقٍّ) وكذا المحتسب إذا كان أحدهما (لَا يَرَى جَوَازَ تَقْلِيدِ فَاسِقِ التَّأْوِيلِ) لأنه إذا لم تتوفر هذه الشروط لم يأمن المستفتي أن يكون المنتصب فاسق تأويل أو كافر تأويل فلا يجوز له الأخذ عنه.

  (فَصْلٌ):

  (وَكُلُّ مُجْتَهِدٍ) في الفرعيات العمليات الظنيَّات (مُصِيبٌ) بمعنى أن ما أوصله إليه نظره فهو مراد الله سبحانه وفي ذلك خلاف وتوجيهات أخرى في البسائط لا ينبغي الغفلة عنها، لذا قال #: (فِي الْأَصَحِّ) إشارة إلى الخلاف في ذلك ...