لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(فصل) في بيان مصرف الوقف وما يتبعه من مسائل

صفحة 379 - الجزء 1

  وَيَكُونُ فِيهِمَا لِلْفُقَرَاءِ مُطْلَقاً، وَلَهُ بَعْدُ تَعْيِينُ الْمَصْرِفِ، وَإذَا عَيَّنَ مَوْضِعاً لِلصَّرْفِ أَوِ الِانْتِفَاعِ تَعَيَّنَ، وَلَا يَبْطُلُ الْمَصْرِفُ بِزَوَالِهِ.

  (فَصْلٌ) وَيَصِحُّ عَلَى النَّفْسِ، وَالْفُقَرَاءُ لِمَنْ عَدَاهُ إلَّا عَنْ حَقٍّ فَلِمَصْرِفِهِ، وَالْأَوْلَادُ مُفْرَداً لِأَوَّلِ دَرَجَةٍ بِالسَّوِيَّةِ، وَمُثَنًّى فَصَاعِداً بِالْفَاءِ أَوْ ثُمَّ لَهُمْ مَا تَنَاسَلُوا،


  (وَيَكُونُ) الوقف (فِيهِمَا) يعني حيث نطق بالقربة في الصريح أو الكناية أو قصدها في الصريح فقط (لِلْفُقَرَاءِ مُطْلَقاً) أي ولو كان من الفقراء والده أو ولده أو هاشمي أو غيرهم (وَلَهُ) أي الواقف ووارثه حيث لم يعين الواقف مصرفاً (بَعْدُ) أي بعد الوقف وانبرامه (تَعْيِينُ الْمَصْرِفِ) إلى أي جهةٍ أراد ولو إلى أولاده أو نفسه (وَإذَا عَيَّنَ) الواقف (مَوْضِعاً) أو زماناً (لِلصَّرْفِ أَوِ الِانْتِفَاعِ) بالعين الموقوفة (تَعَيَّنَ) الصرف والانتفاع زماناً ومكاناً (وَلَا يَبْطُلُ الْمَصْرِفُ بِزَوَالِهِ) يعني بزوال مكان الصرف كانهدام المسجد ونحوه، وهذا إذا لم يعين الواقف موضع الصرف من أول الأمر عند إيجابه بالوقف، وأمَّا إذا عينه حين أنشأ الوقف فزال ذلك الموضع من مسجد أو غيره فإنه يعود الوقف وقفاً على الواقف ووارثه ومتى عاد ذلك الموضع عاد الوقف لمصرفه في ذلك الموضع هذا خلاصة ما في التاج وهو المقرر للمذهب الشريف، ولعل الإمام المهدي بنى كلامه بعدم البطلان على كلام الإمام المؤيد بالله # أعني في طرف المسألة الأخير، والله أعلم.

(فَصْلٌ) في بيان مصرف الوقف وما يتبعه من مسائل

  (وَيَصِحُّ) الوقف (عَلَى النَّفْسِ، وَالْفُقَرَاءُ لِمَنْ عَدَاهُ) يعني فلا يدخل الواقفُ في وقفه على الفقراء أو العلماء أو نحو ذلك (إلَّا) إذا كان (عَنْ حَقٍّ) واجبٍ على الواقف كالزكاة (فَلِمَصْرِفِهِ) فقط يعني فلا يصرف ما كان عن الزكاة إلا في مصارف الزكاة وما كان عن المظالم في مصارف المظالم والله أعلم (وَالْأَوْلَادُ مُفْرَداً) نحو أن يقول على أولادي أو أولاد فلان (لِأَوَّلِ دَرَجَةٍ) من الأولاد فقط (بِالسَّوِيَّةِ) بين الذكر والأنثى والغني والفقير فإذا مات الآخِر عاد لورثتهم ويكون انتقاله بالإرث لا بالوقف (وَمُثَنًّى) أي إذا كان ذكر الأولاد مثنًّى (فَصَاعِداً بِالْفَاءِ أَوْ ثُمَّ) نحو أن يقول على أولادي فأولادهم أو ثم أولادهم ثم أولاد أولادهم (لَهُمْ) يعني للبطن الأعلى (مَا تَنَاسَلُوا) مرتباً ويدخل في ذلك أولاد البنات