لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(باب النجاسات)

صفحة 31 - الجزء 1

(كِتَابُ الطَّهَارَةِ)

(بَابُ النَّجَاسَاتِ)

  هِيَ عَشْرٌ: مَا خَرَجَ مِنْ سَبِيلَيْ ذِي دَمٍ لَا يُؤْكَلُ أَوْ جَلَّالٍ قَبْلَ الإِسْتِحَالَةِ، وَالْمُسْكِرُ وَإِنْ طُبِخَ؛ إلَّا الْحَشِيشَةَ وَالْبَنْجَ وَنَحْوَهُمَا، وَالْكَلْبُ، وَالْخِنْزِيرُ، وَالْكَافِرُ، وَبَائِنُ حَيٍّ ذِي دَمٍ حَلَّتْهُ حَيَاةٌ غَالِباً، وَالْمَيْتَةُ؛ إلَّا السَّمَكَ وَمَا لَا دَمَ لَهُ وَمَا لَا تُحِلُّهُ الْحَيَاةُ مِنْ غَيْرِ نَجِسِ الذَّاتِ، وَهَذِهِ مُغَلَّظَةٌ، وَقَيْءٌ مِنَ الْمَعِدَةِ مِلْءَ الْفَمِ دَفْعَةً، وَلَبَنُ غَيْرِ الْمَأْكُولِ؛ إلَّا مِنْ مُسْلِمَةٍ حَيَّةٍ،


  (هِيَ عَشْرٌ مَا خَرَجَ مِنْ سَبِيلَيْ ذِي دَمٍ) سائلٍ خَلْقيٍّ لا اكتسابيٍّ احترازاً من الضفدع ونحوها (لَا يُؤْكَلُ) لأن ما يؤكل فزبله طاهرٌ (أَوْ) من سبيلي (جَلَّالٍ) وهو ما يأكل القاذورات (قَبْلَ الإِسْتِحَالَةِ) التامة، وهي تغير الريح واللون والطعم إلى غير ما كانت عليه بعد تَغَيُّرِه (وَالْمُسْكِرُ) من عنبٍ أو غيره (وَإِنْ طُبِخَ) فإنَّه نجسٌ (إلَّا الْحَشِيشَةَ وَالْبَنْجَ وَنَحْوَهُمَا) الجوز والأفيون فإنها طاهرةٌ لأنها مسكرةٌ من أصل الخِلقة (وَالْكَلْبُ) فإنَّه نجسٌ جميعه عندنا (وَ) كذا (الْخِنْزِيرُ وَالْكَافِرُ وَبَائِنُ حَيٍّ ذِي دَمٍ) احترازاً مما لا دم له كالجراد والدود الصغار (حَلَّتْهُ حَيَاةٌ) احترازاً من الظلف والظفر (غَالِباً) احترازاً مما قطع من السمك أو من الصيد بضربةٍ قاتلةٍ ومات بعدها فإنَّه طاهرٌ (وَالْمَيْتَةُ) لحمها وعصبها وجلدها فإنَّه نجس (إلَّا السَّمَكَ وَمَا لَا دَمَ لَهُ) فإنَّهما طاهران (وَمَا لَا تُحِلُّهُ الْحَيَاةُ) كالقرن والظلف والشعر والظفر (مِنْ غَيْرِ نَجِسِ الذَّاتِ) وهو الكلب والخنزير والكافر فإنَّه من غير هذه الثلاثة طاهرٌ (وَهَذِهِ) الذي تقدم ذكرها (مُغَلَّظَةٌ) وهي ما لا يعفى عن شيءٍ منها فيما يدرك بالطرف من صحيح البصر أو ما لا نصاب لها محدود.

  (وَقَيْءٌ) بشرط أن يكون (مِنَ الْمَعِدَةِ) بلغماً كان أو غيره بشرط أن يكون (مِلْءَ الْفَمِ) بمعنى أن يغلبه فيخرج (دَفْعَةً) لا دفعاتٍ ولو اجتمع فطاهرٌ (وَلَبَنُ غَيْرِ الْمَأْكُولِ) فإنَّه نجسٌ عندنا (إلَّا مِنْ مُسْلِمَةٍ حَيَّةٍ) فطاهرٌ بالإجماع.