لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(فصل) في المياه المتنجسة

صفحة 34 - الجزء 1

  وَالْمِيَاهُ الْقَلِيلَةُ الْمُتَنَجِّسَةُ بِاجْتِمَاعِهَا حَتَّى كَثُرَتْ وَزَالَ تَغَيُّرُهَا إنْ كَانَ، قِيلَ وَبِالْمُكَاثَرَةِ، وَهِيَ وُرُودُ أَرْبَعَةِ أَضْعَافِها عَلَيْهَا أَوْ وُرُودُهَا عَلَيْهَا؛ فَيَصِيْرُ مُجَاوِراً ثَالِثاً إِنْ زَالَ التَّغَيُّرُ وَإلَّا فَأَوَّلٌ، وَبِجُرِيِّهَا حَالَ الْمُجَاوَرَةِ، وَفِي الرَّاكِدِ الْفَائِضِ وَجْهَانِ.

بَابُ الْمِيَاهِ

  (فَصْلٌ) إنَّمَا يَنْجَسُ مِنْهَا مُجَاوِرَا النَّجَاسَةِ، وَمَا غَيَّرَتْهُ مُطْلَقاً، أَوْ وَقَعَتْ فِيهِ قَلِيلاً، وَهُوَ مَا ظَنَّ اسْتِعْمَالَهَا بِاسْتِعْمَالِهِ، أَوِ الْتَبَسَ،


  (وَ) تَطْهر (الْمِيَاهُ الْقَلِيلَةُ الْمُتَنَجِّسَةُ بِاجْتِمَاعِهَا حَتَّى كَثُرَتْ وَزَالَ تَغَيُّرُهَا إنْ كَانَ) قد تغيرت وإلَّا فمجرد الكثرة كافٍ (قِيْلَ) علي خليل (وَ) تطْهر القليلة أيضاً (بِالْمُكَاثَرَةِ وَهِيَ وُرُودُ أَرْبَعَةِ أَضْعَافِها عَلَيْهَا) أي على القليلة المتنجسة نحو أن تكون القليلة المتنجسة رطلاً فتطهر بورود ثمانية أرطالٍ طاهرةٍ فوقها (أوْ وُرُودُهَا) أي المتنجسة (عَلَيْهَا) أي على أربعة أضعافها من الطَّاهر (فَيَصِيْرُ) الماء المتنجِّس (مُجَاوِراً ثَالِثاً إِنْ زَالَ التَّغَيُّرُ) إن كان قد تغير بالنجاسة (وَإلَّا) يزل التغير بتلك المكاثرة (فَأَوَّلٌ) يعني فحكمه حكم المجاور الأول ينجس به ما لاقاه، وقول علي خليل هذا خلاف المذهب، والمذهب أنَّه مهما بقي الماء قليلاً فهو غير معمول بالمكاثرة (وَ) تطهر (بِجُرِيِّهَا) أي المياه القليلة (حَالَ الْمُجَاوَرَةِ) للنجاسة ومعنى ذلك أنه يحكم بطهارة الماء الجاري الذي وقعت فيه نجاسة (وَفِي الرَّاكِدِ الْفَائِضِ وَجْهَانِ) أحدهما للمذهب وهو إنْ وقعت النجاسة حال الفيض فطاهرٌ؛ لأنَّ الفيض كالجري، وإنْ وقعت في الراكد قبل الفيض ثم فاض فالراكد نجس والفايض طاهر ما لم يتغير بها، والثاني أنه نجس أي الراكد لقلته وعدم جريه.

(بَابُ الْمِيَاهِ)

(فَصْلٌ) في المياه المتنجسة

  (إنَّمَا يَنْجَسُ مِنْهَا) أربعة أنواع (مُجَاوِرَا النَّجَاسَةِ) وهما الأول وهو الذي يتصل بالنجاسة والثاني الذي يتصل بالأول والعبرة في تحديده بغلبة الظنِّ (وَمَا غَيَّرَتْهُ) النجاسة بأن أزالت أحد أوصافه (مُطْلَقاً) أي سواء كان قليلاً أم كثيراً إلى أن يزول تغير الكثير (أَوْ وَقَعَتْ فِيهِ) النجاسة حال كونه (قَلِيلاً) راكداً (وَهُوَ) أي القليل (مَا ظَنَّ) المستعمل له (اسْتِعْمَالَهَا) أي النجاسة (بِاسْتِعْمَالِهِ) أي باستعمال الماء لأجل قلته (أَوِ الْتَبَسَ) هل تستعمل النجاسة باستعماله أم لا.