لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

باب والإبراء

صفحة 502 - الجزء 1

  وَلِكُلٍّ فِيهِ مِنَ الْوَرَثَةِ الْمُصَالَحَةُ عَنِ الْمَيِّتِ مُسْتَقِلّاً؛ فَيَرْجِعُ بِمَا دَفَعَ، وَلَا تَعَلَّقُ بِهِ الْحُقُوقُ وَعَكْسُهَا فِيمَا هُوَ كَالْبَيْعِ، وَلَا يَصِحُّ عَنْ حَدٍّ وَنَسَبٍ وَإنْكَارٍ وَتَحْلِيلُ مُحَرَّمٍ وَعَكْسُهُ.

بَابٌ وَالإِبْرَاءُ

  إسْقَاطٌ لِلدَّيْنِ وَلِضَمَانِ الْعَيْنِ وَإبَاحَةٌ لِلْأَمَانَةِ بِأَبْرَأَتُ أَوْ أَحْلَلْتُ أَوْ هُوَ بَرِيءٌ أَوْ فِي حِلٍّ،


  بمجهولٍ عن معلومٍ أو بمجهولٍ عن مجهولٍ فلا يصحان. (وَ) إذا كان بمعنى الإبراء كان (لِكُلٍّ فِيهِ مِنَ الْوَرَثَةِ) حيث لا وصي (الْمُصَالَحَةُ عَنِ الْمَيِّتِ مُسْتَقِلّاً) بنفسه وإن لم يؤاذِنْ شركاءه ولا أجازوا (فَيَرْجِعُ بِمَا دَفَعَ) على تركة الميت إذا نوى الرجوع (وَلَا تَعَلَّقُ بِهِ الْحُقُوقُ) لأنَّه إبراءٌ لا بيعٌ، ومعنى عدم تعلُّق الحقوق به أنه لا يطالب إلا بقدر حصته (وَعَكْسُهَا) أي عكس هذه الأحكام المتقدمة يثبت (فِيمَا هُوَ كَالْبَيْعِ) فلا يصح تقييده بالشرط ولا تصح المصالحة فيه عن المجهول، ولا يكون لكل من الورثة المصالحة عن الميت مستقلّاً بل لا بدَّ من إذنهم وإجازتهم إذا كان من التركة ولا يرجع بالدفع حيث لم يأذنوا وتتعلق به الحقوق (وَلَا يَصِحُّ) الصلح (عَنْ حَدٍّ) من الحدود نفياً أو إثباتاً (وَ) لا عن (نَسَبٍ) كذلك نفياً أو إثباتاً (وَ) لا عن (إنْكَارٍ) نحو أن يدعي رجلٌ على آخَر عشرةً فأنكره فصالحه المتوسطون على خمسةٍ فلا يحلُّ له أخذها إنْ كان كاذباً ولا تحلُّ الخمسة المتبقية للمدعى عليه إن كان صادقاً وعلى هذا فقس (وَ) لا يصحُّ صلحٌ وقع فيه (تَحْلِيلُ مُحَرَّمٍ وَعَكْسُهُ) أي تحريم حلالٍ نحو الصلح على وجهٍ يتضمن الربا كما تقدم، أو على أن يُمَكِّن الخصم من وطء جاريته أو زوجته، أوعلى أن يمتنع مما أباحه الله له كالتصرف في ملكه أو وطء زوجته.

  (بَابٌ) في الإبراء

  (وَالْإِبْرَاءُ إسْقَاطٌ لِلدَّيْنِ) والدَّم والحقِّ وليس بتمليكٍ فلا يعتبر فيه القبول (وَ) إسقاطٌ (لِضَمَانِ الْعَيْنِ) المضمونة كأن يبرئ الغاصب من العين المغصوبة فتصير أمانةً إلا أن يجري عرفٌ أنه يفيد الإباحة صارت إباحةً (وَ) هو (إبَاحَةٌ لِلْأَمَانَةِ) فيجوز للغير استهلاكُها إذا أتى المبرئ بأيِّ هذه الألفاظ: (بِأَبْرَأَتُ أَوْ أَحْلَلْتُ أَوْ هُوَ بَرِيءٌ أَوْ) هو (فِي حِلٍّ) أو حطَطْتُ عنك أو أسقطتُ أو أبرأكَ اللهُ إذا جرى به العرف أو سامحك الله إذا قصد به الإبراء كما هو عرفنا.