باب ندب لقاضي الحاجة
  وَضَرْبٌ يُسْتَصْحَبُ فِيهِ الْحَالُ، وَضَرْبٌ عَكْسُهُ، وَسَتَأْتِي فِي مَوَاضِعِهَا إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
بَابٌ نُدِبَ لِقَاضِي الْحَاجَةِ
  التَّوَارِي، وَالْبُعْدُ عَنِ النَّاسِ مُطْلَقاً، وَعَنِ الْمَسْجِدِ إلَّا فِي الْمِلْكِ وَالْمُتَّخَذِ لِذَلِكَ، وَالتَّعَوُّذُ، وَتَنْحِيَةُ مَا فِيهِ ذِكْرُ الله تَعَالَى، وَتَقْدِيمُ الْيُسْرَى دُخُولاً وَاعْتِمَادُهَا، وَالْيُمْنَى خُرُوجاً، وَالإِسْتِتَارُ حَتَّى يَهْوِيَ مُطْلَقاً، وَاتِّقَاءُ الْمَلَاعِنِ،
  (وَضَرْبٌ يُسْتَصْحَبُ فِيهِ الْحَالُ) وهو دوام التمسك بأمرٍ عقليٍ أو شرعيٍ حتى يحصل ما يغيره نحو أنْ تعلم طهارة ثوبٍ أو أنَّ داراً لزيد ثم غبت زماناً فلك أن تعمل بالطهارة وتشهد بالملك استصحاباً للحال الأول (وَضَرْبٌ عَكْسُهُ) يعني لا يستصحب فيه الحال نحو بيع الجنس بجنسه مكيلين أو نحو ذلك، فلا تستصحب العمل بالعلم بالتساوي إذا كلته بعد الشراء وأردت أن تبيعه بجنسه وقد تخلل وقت؛ فيجب إعادة كيله، وكذا في التباس المحْرم بنسوة منحصرات ونحو ذلك (وَسَتَأْتِي) هذه الضروب (فِي مَوَاضِعِهَا إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى).
  (بَابٌ) فِي آدَابِ قَضَاءِ الْحَاجَة
  (نُدِبَ لِقَاضِي الْحَاجَةِ التَّوَارِي) وهو احتجاب شخصه بالكلية عن النَّاس (وَالْبُعْدُ عَنِ النَّاسِ مُطْلَقاً) أي سواءً في الصحاري أم في العمران حتى لا يجد له أحدٌ ريحاً ولا صوتاً (وَ) البعد (عَنِ الْمَسْجِدِ) قدر أطول جدارٍ فيه لحرمته (إلَّا فِي الْمِلْكِ) أيْ إلا أنْ يقضي حاجته في ملكه (وَالْمُتَّخَذِ لِذَلِكَ) ولو كان قريباً من الناس والمسجد (وَالتَّعَوُّذُ) قبل دخول الخلاء يقول: «بِسْمِ الله اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النِّجْسِ الخَبِيثِ الْمُخْبثِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ» (وَتَنْحِيَةُ مَا فِيهِ ذِكْرُ الله تَعَالى) من خاتم أو غيره إلا أنْ يخشى ضياعه (وَتَقْدِيمُ) الرِّجْل (الْيُسْرَى دُخُولاً وَاعْتِمَادُهَا) أي اليسرى في الجلوس (وَ) تقديم (الْيُمْنَى خُرُوجاً) لأنه سنةٌ (وَالإِسْتِتَارُ حَتَّى يَهْوِيَ) فيرفع ثوبه قليلاً قليلاً حتى ينحط (مُطْلَقاً) أي سواءً في العمران أو في الصحاري (وَاتِّقَاءُ الْمَلَاعِنِ) وهي ستٌّ جمعها بعضهم في قوله:
  ملاعِنُها نَهْرٌ وسبْلٌ ومسجدٌ ... ومَسْقَطُ أثْمارٍ وقبرٌ ومَجْلِسُ