(فصل) في بيان ما يغنم من الكفار المحاربين وكيفية قسمة الغنائم
  ثُمَّ يَقْسِمُ الْبَاقِيَ بَعْدَ التَّخْمِيسِ وَالتَّنْفِيلِ بَيْنَ ذُكُورٍ مُكَلَّفِينَ أَحْرَارٍ مُسْلِمِينَ قَاتَلُوا أَوْ كَانُوا رِدْءاً وَلَمْ يَفِرُّوا قَبْلَ إحْرَازِهَا، لِلرَّاجِلِ سَهْمٌ وَلِذِي الْفَرَسِ لَا غَيْرِهَا سَهْمَانِ إنْ حَضَرَ بِهَا وَلَوْ قَاتَلَ رَاجِلاً، وَمَنْ مَاتَ أَوْ أُسِرَ أَوِ ارْتَدَّ بَعْدَ الْإِحْرَازِ فَلِوَرَثَتِهِ، وَيَرْضَخُ وُجُوباً لِمَنْ حَضَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَلَا يَطْهُرُ بِالإِسْتِيلَاءِ إلَّا مَا تَنَجَّسَ بِتَذْكِيَتِهِمْ أَوْ رُطُوبَتِهِمْ،
  (ثُمَّ) بعد أخذ الصفي (يَقْسِمُ الْبَاقِيَ) من الغنائم (بَعْدَ التَّخْمِيسِ) وهو إخراج الخمس ومؤنة النقل ونحو ذلك (وَ) بعدَ (التَّنْفِيلِ) لمن يريد تنفيله من المجاهدين (بَيْنَ ذُكُورٍ مُكَلَّفِينَ أَحْرَارٍ مُسْلِمِينَ قَاتَلُوا أَوْ كَانُوا رِدْءاً) أو جواسيسَ أو قوةً ولو كانوا من التجار والمرضَى، فلا حقَّ في الغنائم للأنثى والصبيِّ والمجانين والعبيد والكفار وإن جاهدوا إلا لشرطٍ من الإمام (وَ) إنما يستحق المجاهدون الغنيمةَ حيث (لَمْ يَفِرُّوا قَبْلَ إحْرَازِهَا) فراراً غيرَ مُرَخَّصٍ فيه وإلَّا سقط حقهم منها بالفرار، نعم وتقسم الغنيمة على هذه الكيفية (لِلرَّاجِلِ سَهْمٌ) واحدٌ (وَلِذِي الْفَرَسِ لَا غَيرِهَا) من بغلٍ أو بعيرٍ أو حمارٍ فلا عبرةَ به (سَهْمَانِ إنْ حَضَرَ) الوقعةَ (بِهَا) أي بالفرس (وَلَوْ قَاتَلَ رَاجِلاً) أو لم يقاتل وقد حضر الوقعة بها.
  (وَمَنْ مَاتَ) من المجاهدين الغانمين (أَوْ أُسِرَ) ومات (أَوِ ارْتَدَّ) عن الإسلام ولحق بدار الحرب (بَعْدَ الْإِحْرَازِ) للغنيمة (فَلِوَرَثَتِه) تكون حصَّتُهُ من الغنيمة (وَيَرْضَخُ) الإمامُ أي يدفع من المغنم (وُجُوباً) ما رآه من قليلٍ أو كثيرٍ حسب المصلحة (لِمَنْ حَضَرَ) الغنيمةَ (مِنْ غَيْرِهِمْ) أي من الذين لا سهم لهم في الغنيمة ولو لم يحضروا الوقعة من عبدٍ أو ذميٍّ أو صبيٍّ أو امرأةٍ أو ذكرٍ مكلفٍ مسلمٍ لم يحضر الوقعة.
  (وَلَا يَطْهُرُ بِالإِسْتِيلَاءِ) على دار الحرب ما كان نجساً في حكم الإسلام كالخمر والميتة ونحوها (إلَّا مَا تَنَجَّسَ) بأحد أمرين إمَّا (بِتَذْكِيَتِهِمِ) التذكيةَ المعتبرةَ وهي فريُ الأوداج، فإذا استولى المسلمون على موضع المذكَّى طَهُرَ وحلَّ ما وجدوه مذبوحاً (أَوْ رُطُوبَتِهِمْ) كالسمون والأدهان والآنية التي يترطبون بها، فإنها تطهر بالاستيلاء على دار الحرب التي وجدت فيه.