لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(فصل) في شروط صحتها

صفحة 60 - الجزء 1

  وَبَيْنَ الْمَقَابِرِ، وَمُزَاحَمَةُ نَجِسٍ لَا يَتَحَرَّكُ بِتَحَرُّكِهِ، وَفِي الْحَمَّامَاتِ، وَعَلَى اللُّبُودِ وَنَحْوِهَا.

  الْخَامِسُ: طَهَارَةُ مَا يُبَاشِرُهُ أَوْ شَيْئاً مِنْ مَحْمُولِهِ حَامِلاً لَا مُزَاحِماً، وَمَا يَتَحَرَّكُ بِتَحَرُّكِهِ مُطْلَقاً وَإِلَّا أَوْمَأَ لِسُجُودِهِ.

  السَّادِسُ: تَيَقُّنُ اسْتِقْبَالِ عَيْنِ الْكَعْبَةِ أَوْ جُزْءٍ مِنْهَا، وَإِنْ طُلِبَ إلَى آخِرِ الْوَقْتِ، وَهُوَ عَلَى الْمُعَايِنِ وَمَنْ فِي حُكْمِهِ، وَعَلَى غَيْرِهِ فِي غَيْرِ مِحْرَابِ الرَّسُولِ ÷ الْبَاقِي التَّحَرِّي لِجِهَتِهَا،


  (وَ) تكره أيضاً (بَيْنَ الْمَقَابِرِ وَ) تكره (مُزَاحَمَةُ نَجِسٍ) نحو جدارٍ مطَيَّنٍ بنجسٍ أو رجُلٍ لباسه متنجسٌ (لَا يَتَحَرَّكُ بِتَحَرُّكِهِ) أي بتحرُّكِ المصلي فإنَّ ذلك يفسدها كما سيأتي (وَ) تكره (فِي الْحَمَّامَاتِ) ولو كانت طاهرةً (وَعَلَى اللُّبُودِ) وهي الأصواف المتلبدة (وَنَحْوِهَا) المسوح وهي بسط الشعر، لأن المشروع أن تكون على الأرض أو على ما ينبت فيها كالحصير.

  (الْخَامِسُ: طَهَارَةُ مَا يُبَاشِرُهُ) المصلي (أَوْ) يباشرُ (شَيْئاً مِنْ مَحْمُولِهِ) والمباشرة الملامسة من دون حائلٍ إذا كان الملامس (حَامِلاً) للمصلي أو لبعض أعضائه أو لأطراف ثيابه (لَا مُزَاحِماً) له حال قيامه وقعوده لأنَّ مزاحمة النَّجِس لا تفسد (وَ) طهارة (مَا يَتَحَرَّكُ بِتَحَرُّكِهِ) حال صلاته (مُطْلَقاً) أي سواءً كان مباشراً أم مبايناً حاملاً أم مزاحماً قريباً أم بعيداً (وَإِلَّا) يتمكن المصلي من موضعٍ طاهرٍ بل يكون مستقلاً على نجاسةٍ (أَوْمَأَ لِسُجُودِهِ) أخفض الإيماء.

  (السَّادِسُ: تَيَقُّنُ اسْتِقْبَالِ عَيْنِ الْكَعْبَةِ أَوْ جُزْءٍ مِنْهَا) أيِّ جزءٍ كان (وَإِنْ طُلِبَ) اليقين (إلَى آخِرِ الْوَقْتِ) أما لو غلب في ظنِّه أنه لا يدرك اليقين إلا بعد خروج الوقت أجزأه التحرِّي في أوله (وَهُوَ) أي اليقين لاستقبال عينها فرضٌ (عَلَى الْمُعَايِنِ) وهو الذي في الميل منها على وجهٍ ليس بينهما حائل (وَ) هو فرضٌ على (مَنْ فِي حُكْمِهِ) وهو الذي يكون في بعض بيوت مكة داخل الميل من الحرم، فإنَّ هذا حكمه اليقين في استقبال الكعبة كالمعاين (وَعَلَى غَيْرِهِ) أي على غير المعاين ومن في حكمه (فِي غَيْرِ مِحْرَابِ الرَّسُولِ ÷ الْبَاقِي) على ما وضعه النبي ÷ (التَّحَرِّي لِجِهَتِهَا) والتحرِّي يكون بالنَّظر في الأمارات المفيدة للظنِّ بأنَّه قد صار مسامِتاً للقبلة، فمنها أنَّ الشمس تغرب في الشتاء في أذن المستَقْبِلِ من بعد دخول العصر إلى الغروب،