لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(فصل) في شروط صحتها

صفحة 61 - الجزء 1

  ثُمَّ تَقْلِيدُ الْحَيِّ، ثُمَّ الْمِحْرَابِ، ثُمَّ حَيْثُ يَشَاءُ آخِرَ الْوَقْتِ، وَيُعْفَى لِمُتَنَفِّلٍ رَاكِبٍ فِي غَيْرِ الْمَحْمَلِ، وَيَكْفِي مُقَدِّمَ التَّحَرِّي عَلَى التَّكْبِيرَةِ إنْ شَكَّ بَعْدَهَا أَنْ يَتَحَرَّى أَمَامَهُ وَيَنْحَرِفَ وَيَبْنِيَ، وَلَا يُعِيدُ الْمُتَحَرِّي الْمُخْطِئُ إلَّا فِي الْوَقْتِ إنْ تَيَقَّنَ الْخَطَأَ كَمُخَالَفَةِ جِهَةِ إمَامِهِ جَاهِلاً، وَيُكْرَهُ اسْتِقْبَالُ نَائِمٍ وَمُحْدِثٍ وَمُتَحَدِّثٍ وَفَاسِقٍ وَسِرَاجٍ وَنَجِسٍ فِي الْقَامَةِ وَلَوْ مُنْخَفِضَةً، وَنُدِبَ لِمَنْ فِي الْفَضَاءِ اتِّخَاذُ سُتْرَةٍ ثُمَّ عُودٍ ثُمَّ خَطٍّ.


  وفي الصيف في مؤخر عينه الشمال، وما بينهما تدور من العين إلى الأذن، ومنها أنَّه يستقبل القطب ثم يضع سبابة يده اليمنى على أنفه ويُغمض عينه اليمنى وينظر القطب بعينه الشمال ثم ينتقل إلى جهة المغرب يسيراً فإذا غاب عنه القطب فهو القدر الذي يياسر منه، ومن ذلك اعتماد البوصلات الحديثة التي تحدِّدُ اتِّجاه الكعبة، فقد ذُكِرَ لنا أنَّ إمام زماننا مجد الدين بن محمد المؤيدي # كان يعتمد عليها، وقد جرَّبناها في محاريبَ موضوعة على الصحة فوجدناها كما قلنا، والله أعلم.

  (ثُمَّ) إذا لم يمكن التحري ففرضه (تَقْلِيدُ الْحَيِّ) العدل العارف (ثُمَّ) يرجع إلى (الْمِحْرَابِ) إن لم يجد حيّاً بشرط أن يعلم أو يظنَّ أنَّه نَصَبَه ذو معرفةٍ أو صلى فيه (ثُمَّ حَيْثُ يَشَاءُ) من الجهات (آخِرَ الْوَقْتِ).

  (وَيُعْفَى) استقبال القبلة (لِمُتَنَفِّلٍ رَاكِبٍ فِي غَيْرِ الْمَحْمَلِ) أما في المحمل فيمكنه استقبال القبلة من دون انقطاع السير ولا يسجد على المحمل.

  (وَيَكْفِي مُقَدِّمَ التَّحَرِّي) في طلب القبلة (عَلَى التَّكْبِيرَةِ) للإحرام (إنْ شَكَّ بَعْدَهَا) قبل الفراغ من الصلاة (أَنْ يَتَحَرَّى) بأن ينظر (أَمَامَهُ) لطلب الأمارة (وَيَنْحَرِفَ) إلى حيث الإصابة (وَيَبْنِيَ) على ما قد فعله من الصلاة (وَلَا يُعِيدُ الْمُتَحَرِّي الْمُخْطِئُ إلَّا فِي الْوَقْتِ إنْ تَيَقَّنَ الْخَطَأَ كَمُخَالَفَةِ جِهَةِ إمَامِهِ جَاهِلاً) نحو أن يكون في ظلمة.

  (وَيُكْرَهُ اسْتِقْبَالُ نَائِمٍ) وميتٍ وقبرٍ (وَمُحْدِثٍ وَمُتَحَدِّثٍ) لئلا يشغل قلب المصلي (وَفَاسِقٍ وَسِرَاجٍ) لئلا يتشبَّهَ بعبَدَة النَّار (وَنَجِسٍ) إذا كانت هذه الأشياء (فِي) قَدْر (الْقَامَةِ) بُعْداً وارتفاعاً (وَلَوْ مُنْخَفِضَةً) أكثر من القامة (وَنُدِبَ لِمَنْ) أراد الصلاة (فِي الْفَضَاءِ اتِّخَاذُ سُتْرَةٍ) من بناءٍ أو غيره قدر ذراع (ثُمَّ عُودٍ ثُمَّ خَطٍّ).