لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(فصل) في أفضل أمكنتها

صفحة 62 - الجزء 1

  (فَصْلٌ) وَأَفْضَلُ أَمْكِنَتِهَا الْمَسَاجِدُ، وَأَفْضَلُهَا الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، ثُمَّ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ ÷، ثُمَّ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ الْكُوفَةِ، ثُمَّ الْجَوَامِعُ، ثُمَّ مَا شَرُفَ عَامِرُهُ، وَلَا يَجُوزُ فِي الْمَسَاجِدِ إلَّا الطَّاعَاتُ غَالِباً، وَيَحْرُمُ الْبَصْقُ فِيهَا وَفِي هَوَائِهَا، وَاسْتِعْمَالُهُ مَا عَلَا، وَنُدِبَ تَوَقِّي مَظَانِّ الرِّيَاءِ إلَّا مَنْ أَمِنَهُ وَبِهِ يُقْتَدَى.

بَابُ الأَوْقَاتِ

  اخْتِيَارُ الظُّهْرِ مِنَ الزَّوَالِ وَآخِرُهُ مَصِيرُ ظِلِّ الشَّيْءِ مِثْلَهُ، وَهُوَ أَوَّلُ الْعَصْرِ وَآخِرُهُ الْمِثْلَانِ، وَلِلْمَغْرِبِ مِنْ رُؤْيَةِ كَوْكَبٍ لَيْلِيٍّ وَمَا فِي حُكْمِهَا ...


(فَصْلٌ) في أفضل أمكنتها

  (وَأَفْضَلُ أَمْكِنَتِهَا) أي الصلوات الخمس (الْمَسَاجِدُ وَأَفْضَلُهَا) أي المساجد (الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، ثُمَّ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ ÷، ثُمَّ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ) مسجد (الْكُوفَةِ، ثُمَّ الْجَوَامِعُ) التي تكثر فيها صفوف الجماعات (ثُمَّ مَا شَرُفَ عَامِرُهُ) بأن يكون ذا فضلٍ مشهورٍ في دينٍ وعلمٍ.

  (وَلَا يَجُوزُ فِي الْمَسَاجِدِ إلَّا الطَّاعَاتُ) كالذكر والصلاة، ومن جملة الذكر العلوم الدينية (غَالِباً) احترازاً من المنفعة الخاصة إذا كانت تابعةً لقربةٍ متمحضةٍ عمَّا يعود نفعه على النَّفْس من عبادةٍ أو غيرها فإنها تجوز (وَيَحْرُمُ الْبَصْقُ فِيهَا) أي في المساجد (وَفِي هَوَائِهَا) ولو لم يقع عليها بل ينفذها (وَاسْتِعْمَالُهُ) أي هوائها (مَا عَلَا) إمَّا بمدِّ غروس عليه أو مدِّ ثياب على سطحه فلا يجوز (وَنُدِبَ) للمصلي نافلةً (تَوَقِّي مَظَانِّ الرِّيَاءِ) وهي حيث يجتمع الناس في مساجد وغيرها (إلَّا مَنْ أَمِنَهُ) أيْ أَمِن الرياء (وَبِهِ يُقْتَدَى) فالأرجح له الإظهار لأنَّه يثاب على قصد الهداية لغيره، وإلا فهي في الخلوات أفضل، والله أعلم.

(بَابُ الأَوْقَاتِ)

  (اخْتِيَارُ الظُّهْرِ مِنَ الزَّوَالِ) وعلامته زيادة ظلِّ كلِّ منتصبٍ في ناحية المشرق (وَآخِرُهُ مَصِيرُ ظِلِّ الشَّيْءِ) المنتصب (مِثْلَهُ) سِوى فيءِ الزَّوال (وَهُوَ أَوَّلُ) اختيار (الْعَصْرِ، وَآخِرُهُ الْمِثْلَانِ) أي مِثْلَا المنتصب سوى فيءِ الزوال (وَ) وقت الاختيار (لِلْمَغْرِبِ مِنْ رُؤْيَةِ كَوْكَبٍ لَيْلِيٍّ) لا نهاريٍّ، والنجوم النهاريَّةُ أربعةٌ، فالخامس ليليٌّ (وَمَا فِي حُكْمِهَا) تقليد