لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(فصل) في صلاة العليل

صفحة 73 - الجزء 1

  وَمَا ظَنَّهُ لَاحِقاً بِهِ مُنْفَرِداً أَوْ بِالضَّمِّ أَوِ الْتَبَسَ، وَمِنْهُ الْعَوْدُ مِنْ فَرْضٍ فِعْلِيٍّ إلَى مَسْنُونٍ تَرَكَهُ، وَيُعْفَى عَنِ الْيَسِيرِ، وَقَدْ يَجِبُ كَمَا تَفْسُدُ الصَّلَاةُ بِتَرْكِهِ، وَيُنْدَبُ كَعَدِّ الْمُبْتَلَى الْأَذْكَارَ وَالْأَرْكَانَ بِالْأَصَابِعِ أَوِ الْحَصَى، وَيُبَاحُ كَتَسْكِينِ مَا يُؤْذِيهِ، وَيُكْرَهُ كَالْحَقْنِ وَالْعَبَثِ وَحَبْسِ النُّخَامَةِ وَقَلْمِ الظُّفْرِ وَقَتْلِ الْقَمْلِ لَا إلْقَائِهِ، وَبِكَلَامٍ لَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ وَلَا مِنْ أَذْكَارِهَا أَوْ مِنْهُمَا خِطَاباً بِحَرْفَيْنِ فَصَاعِداً، وَمِنْهُ الشَّاذَّةُ وَقَطْعُ اللَّفْظَةِ إلَّا لِعُذْرٍ وَتَنَحْنُحٌ وَأَنِينٌ غَالِباً، وَلَحْنٌ لَا مِثْلَ لَهُ فِيهِمَا، أَوْ فِي الْقَدْرِ الْوَاجِبِ وَلَمْ يُعِدْهُ صَحِيحاً، وَالْجَمْعُ بَيْنَ لَفْظَتَيْنِ مُتَبَايِنَتَيْنِ عَمْداً،


  (وَمَا ظَنَّهُ) المصلي (لَاحِقاً بِهِ) أي بالفعل الكثير في حال كونه (مُنْفَرِداً أَوْ بِالضَّمِّ) لبعضه البعض حتى صار كثيراً مع التوالي وإلا لم تفسد (أَوِ الْتَبَسَ) هل هو قليلٌ أو كثيرٌ فإنه يلحق بالكثير (وَمِنْه) أي ومن الكثيرِ المفسِدِ (الْعَوْدُ مِنْ فَرْضٍ فِعْلِيٍّ إلَى مَسْنُونٍ تَرَكَهُ) نحو أن يعود بعد القيام للركعة الثالثة إلى التشهد الأوسط (وَيُعْفَى عَنِ الْيَسِيرِ وَقَدْ يَجِبُ) أي الفعل اليسير (كَمَا تَفْسُدُ الصَّلَاةُ بِتَرْكِهِ) نحو أن ينحلَّ إزارُه (وَيُنْدَبُ كَعَدِّ الْمُبْتَلَى) بالشَّكِّ (الْأَذْكَارَ وَالْأَرْكَانَ بِالْأَصَابِعِ أَوِ الْحَصَى وَ) قد (يُبَاحُ كَتَسْكِينِ مَا يُؤْذِيهِ) نحو أن يكون في بعض جسده ألمٌ فيغمزه إذا كان يسيراً (وَ) قد (يُكْرَهُ كَالْحَقْنِ) وهو مدافعة البول أو الغائط (وَالْعَبَثِ) بما ليس من الصلاة ولا من إصلاحها (وَحَبْسِ النُّخَامَةِ وَقَلْمِ الظُّفْرِ) بالسن أو باليد (وَقَتْلِ الْقَمْلِ لَا إلْقَائِهِ) فلا يكره.

  (وَ) تفسد أيضاً (بِكَلَامٍ لَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ وَلَا مِنْ أَذْكَارِهَا) الداخلة فيها (أَوْ مِنْهُمَا) أي من القرآن أو أذكارها (خِطَاباً) لِلغير نحو: «يا عيسى» ويريد به النداء، أو جواباً (بِحَرْفَيْنِ فَصَاعِداً) سواءً كان ذلك عمداً أو سهواً (وَمِنْهُ) أي مما أُلْحِق بالكلام المفسد (الشَّاذَّةُ) وهي ما لم تكن من السبع القراءات المشهورة (وَقَطْعُ اللَّفْظَةِ إلَّا لِعُذْرٍ) نحو انقطاع نفسٍ أو سهوٍ (وَتَنَحْنُحٌ) فيه حرفان فصاعداً (وَأَنِينٌ غَالِباً) احترازاً من الأنين لخوف الله فإن ذلك لا يفسد ولو أمكنه دفعه (وَلَحْنٌ لَا مِثْلَ لَهُ فِيهِمَا) أي لا يوجد له نظيرٌ في القرآن ولا في أذكارها (أَوْ) كان له نظيرٌ فيهما لكنَّه (فِي الْقَدْرِ الْوَاجِبِ) من القراءة والأذكار (وَلَمْ يُعِدْهُ صَحِيحاً) حيث كان في الفاتحة وأمَّا في الثلاث الآيات فسواءٌ أعادها أو غيْرَها فلا تفسد (وَالْجَمْعُ بَيْنَ لَفْظَتَيْنِ) من القرآن (مُتَبَايِنَتَيْنِ عَمْداً) نحو: «يا موسى بن عمران».