لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(فصل) في محل سجود السهو وكيفيته وأنواع السجود

صفحة 82 - الجزء 1

  (فَصْلٌ) وَهُوَ سَجْدَتَانِ بَعْدَ كَمَالِ التَّسْلِيمِ حَيْثُ ذَكَرَ أَدَاءً أَوْ قَضَاءً إنْ تَرَكَ عَمْداً، وَفُرُوضُهُمَا: النِّيَّةُ لِلْجُبْرَانِ، وَالتَّكْبِيرَةُ، وَالسُّجُودُ، وَالإِعْتِدَالُ، وَالتَّسْلِيمُ، وَسُنَنُهُمَا: تَكْبِيرُ النَّقْلِ، وَتَسْبِيحُ السُّجُودِ، وَالتَّشَهُّدُ، وَيَجِبُ عَلَى الْمُؤْتَمِّ لِسَهْوِ الْإِمَامِ أَوَّلاً، ثُمَّ لِسَهْوِ نَفْسِهِ، قِيلَ الْمُخَالِفِ إِنْ كَانَ، وَلَا يَتَعَدَّدُ لِتَعَدُّدِ السَّهْوِ، إلَّا لِتَعَدُّدِ أَئِمَّةٍ سَهَوْا قَبْلَ الإِسْتِخْلَافِ، وَهُوَ فِي النَّفْلِ نَفْلٌ، وَلَا سَهْوَ لِسَهْوِهِ، وَيُسْتَحَبُّ سُجُودٌ بِنِيَّةٍ وَتَكْبِيرَةٍ لَا تَسْلِيمٍ شُكْراً وَاسْتِغْفَاراً،


(فَصْلٌ) في محل سجود السهو وكيفيته وأنواع السجود

  (وَهُوَ سَجْدَتَانِ بَعْدَ كَمَالِ التَّسْلِيمِ) سواءً كان لأجل نقصان أو زيادة (حَيْثُ ذَكَرَ) سواءً كان باقياً في ذلك المصلى أو قد انتقل (أَدَاءً) حيث الوقت باقٍ (أَوْ قَضَاءً) بعد خروج الوقت (إنْ تَرَكَ) فعله قبل خروج الوقت (عَمْداً) لا سهواً فلا قضاء.

  (وَفُرُوضُهُمَا النِّيَّةُ لِلْجُبْرَانِ) أي لجبران صلاته التي لحقها نقصٌ لأجل زيادة أو نقصان (وَالتَّكْبِيرَةُ) للإحرام قاعداً (وَالسُّجُودُ وَالإِعْتِدَالُ) بين السجدتين (وَالتَّسْلِيمُ) معتدلاً قاعداً واستقبال القبلة ونية التسليم على الملكين

  (وَسُنَنُهُمَا تَكْبِيرُ النَّقْلِ وَتَسْبِيحُ السُّجُودِ وَالتَّشَهُّدُ) وهو: «أَشْهَدُ أنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ محمَّداً عَبدُهُ وَرَسُولُه».

  (وَيَجِبُ عَلَى الْمُؤْتَمِّ) أن يسجد (لِسَهْوِ الْإِمَامِ أَوَّلاً) إن سها الإمام (ثُمَّ) يسجد (لِسَهْوِ نَفْسِهِ) سواءً كان مخالفاً لسهو إمامه أو موافقاً، و (قِيْلَ) الفقيه حسن لا يسجد إلا لسهو نفسه (الْمُخَالِفِ) لسهو إمامه فقط (إِنْ كَانَ) وهو خلاف المذهب (وَلَا يَتَعَدَّدُ) السجود (لِتَعَدُّدِ السَّهْوِ) أي لتعدد موجبه (إلَّا لِتَعَدُّدِ أَئِمَّةٍ سَهَوْا قَبْلَ الإِسْتِخْلَافِ) فيتعدد السجود عليهم وعلى المؤتمين (وَهُوَ) أي سجود السهو (فِي النَّفْلِ نَفْلٌ وَلَا سَهْوَ لِسَهْوِهِ) ولا لعمده.

  (وَيُسْتَحَبُّ) من السجدات المفردة (سُجُودٌ بِنِيَّةٍ) من الساجد ينوي به السبب الذي فعله له من شكرٍ أو تلاوةٍ أو استغفارٍ (وَتَكْبِيرَةٍ) للإفتتاح ثم للنقل (لَا تَسْلِيمٍ) ولا تشهدٍ ولا اعتدالٍ، ويقول في سجوده كما يقول في سجود الصلاة (شُكْراً) لله على أيِّ نعمةٍ (وَاسْتِغْفَاراً).