لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(فصل) في خطبتي العيد

صفحة 92 - الجزء 1

  (فَصْلٌ) وَنُدِبَ بَعْدَهَا خُطْبَتَانِ كالْجُمُعَةِ إلَّا أَنَّهُ لَا يَقْعُدُ أَوَّلاً، وَيُكَبِّرُ فِي أَوَّلِ الْأُولَى تِسْعاً، وَفِي آخِرِهِمَا سَبْعاً سَبْعاً، وَفِي فُصُولِ الْأُولَى مِنْ خُطْبَةِ الْأَضْحَى التَّكْبِيرَ الْمَأْثُورَ، وَيَذْكُرُ حُكْمَ الْفِطْرَةِ وَالْأُضْحِيَّةِ، وَتُجْزِئُ مِنَ الْمُحْدِثِ وَتَارِكِ التَّكْبِيرِ، وَنُدِبَ الْإِنْصَاتُ، وَمُتَابَعَتُهُ فِي التَّكْبِيرِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ، وَالْمَأْثُورُ فِي الْعِيدَيْنِ.

  (فَصْلٌ) وَتَكْبِيرُ التَّشْرِيقِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ عَقِيبَ كُلِّ فَرْضٍ مِنْ فَجْرِ عَرَفَةَ إلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَيُسْتَحَبُّ عَقِيبَ النَّوَافِلِ.


(فَصْلٌ) في خطبتي العيد

  (وَنُدِبَ بَعْدَهَا) أي بعد صلاة العيدين (خُطْبَتَانِ كالْجُمُعَةِ) في الواجب والمندوب فيهما (إلَّا أَنَّهُ) في خطبة العيدين (لَا يَقْعُدُ أَوَّلاً) قبل الخطبة (وَيُكَبِّرُ فِي أَوَّلِ الْأُولَى تِسْعاً) رَسْلاً: «اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ... الخ» (وَفِي آخِرِهِمَا) أي في آخر كل واحدةٍ من خطبتي العيدين (سَبْعاً سَبْعاً) بخلاف الجمعة (وَفِي فُصُولِ الْأُولَى مِنْ خُطْبَةِ الْأَضْحَى التَّكْبِيرَ الْمَأْثُورَ) عن النبي ÷ وهو: «اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ كَبِيْراً وَالحَمْدُ للهِ كَثِيْراً على مَا أَعْطَانَا وَأَوْلَانَا وَأَحَلَّ لَنَا مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَام»، والفصول بعد التكبيرات التسع مرة وبعد الحمد والثناء مرة وبعد الوعظ الثالثة (وَيَذْكُرُ حُكْمَ الْفِطْرَةِ) في الأولى من خطبتي عيد الفطر ويعرفهم وُجُوبها (وَ) حُكمَ (الْأُضْحِيَّةِ) وما يجزئ منها وما لا يجزئ في الأضحى.

  (وَتُجْزِئُ) خطبة العيد (مِنَ الْمُحْدِثِ) الذي على غير وضوءٍ (وَتَارِكِ التَّكْبِيرِ) في أولهما وآخرهما وبين الفصول (وَنُدِبَ الْإِنْصَاتُ) في خطبتي العيدين، بخلاف الجمعة فواجب (وَمُتَابَعَتُهُ) أي الخطيب سرّاً (فِي التَّكْبِيرِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ وَ) ندب أيضاً (الْمَأْثُورُ فِي الْعِيدَيْنِ) كالترفيه على النفس والأولاد والخدم، وإكثار ذكر الله تعالى، والخروج إلى الجبانة، والرجوع في طريق آخر، ولبس النفيس من الثياب، وغير ذلك.

(فَصْلٌ) في تكبير التشريق

  (وَتَكْبِيرُ التَّشْرِيقِ) وصفته: «اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ وَالحَمْدُ للهِ عَلَى مَا هَدَانَا وَأَوْلَانَا وَأَحَلَّ لَنا مِنْ بَهِيْمَةِ الأَنْعَام»، ذكره في المنتخب وهو المختار للمذهب (سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ عَقِيبَ كُلِّ فَرْضٍ) من الصلوات الخمس (مِنْ فَجْرِ) يوم (عَرَفَةَ إلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ) يعني بعد ثلاثةٍ وعشرين فرضاً (وَيُسْتَحَبُّ عَقِيبَ النَّوَافِلِ) مرةً واحدةً وبعد الفريضة يستحب أن يكرِّره ثلاث مراتٍ.