باب والمتمتع
بَابٌ وَالْمُتَمَتِّعُ
  مَنْ يُرِيْدُ الانْتِفَاعَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ بِمَا لَا يَحِلُّ لِلْمُحْرِمِ الانْتِفَاعُ بِهِ، وَشُرُوطُهُ أَنْ يَنْوِيَهُ، وَأَنْ لَا يَكُونَ مِيقَاتُهُ دَارَهُ، وَأَنْ يُحْرِمَ لَهُ مِنَ الْمِيقَاتِ أَوْ قَبْلِهِ، وَفِي أَشْهُرِ الْحَجِّ، وَأَنْ يَجْمَعَ حَجَّهُ وَعُمْرَتَهُ سَفَرٌ وَعَامٌ وَاحِدٌ.
  (فَصْلٌ) وَيَفْعَلُ مَا مَرَّ إلَّا أَنَّهُ يُقَدِّمُ الْعُمْرَةَ، فَيَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْبَيْتِ، وَيَتَحَلَّلُ عَقِيبَ السَّعْيِ، ثُمَّ يُحْرِمُ لِلْحَجِّ مِنْ أَيِّ مَكَّةَ وَلَيْسَ شَرْطاً، ثُمَّ يَسْتَكْمِلُ الْمَنَاسِكَ مُؤَخِّراً لِطَوَافِ الْقُدُومِ،
  (بَابُ) في بيان صفة التمتع وما يتعلق به من مسائل
  (وَالْمُتَمَتِّعُ) في الشرع هو (مَنْ يُرِيْدُ الانْتِفَاعَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ بِمَا لَا يَحِلُّ لِلْمُحْرِمِ الانْتِفَاعُ بِهِ) من محظورات الإحرام، أو هو من أحرم بالحج بعد عمرةٍ متمتعاً بها إليه (وَشُرُوطُهُ) ستةٌ: (أَنْ يَنْوِيَهُ) أي ينوي أنه محرمٌ بالعمرة متمتعاً بها إلى الحج (وَأَنْ لَا يَكُونَ مِيقَاتُهُ دَارَهُ) فلا يصح التمتع من أهل مكة ولا من أهل المواقيت ولا ممن بين ذلك إلا إذا خرجوا إلى خارج الميقات (وَأَنْ يُحْرِمَ لَهُ) أي للتمتع (مِنَ الْمِيقَاتِ أَوْ قَبْلِهِ) إذ لو جاوزه صار كأهل مكة (وَ) أن يحرم له (فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ) فلو أحرم في غيرها لم يصح تمتعه (وَأَنْ يَجْمَعَ حَجَّهُ وَعُمْرَتَهُ سَفَرٌ) واحدٌ، والمراد أنه لا يرجع إلى وطنه بعد العمرة فأمَّا إذا لم يرجع إلى وطنه فهو سفرٌ واحدٌ ما لم يخرج مضرباً (وَ) أن يجمعهما (عَامٌ وَاحِدٌ) فلو اعتمر في عامٍ ولبث بالحج إلى عامٍ مستقبلٍ لم يكن متمتعاً.
  (فَصْلٌ):
  (وَيَفْعَلُ) المتمتع (مَا مَرَّ) في صفة الحج المفرد (إلَّا أَنَّهُ) يقول في نيته: «اللَّهم إنِّي مُحْرِمٌ لَكَ بِالعُمْرَةِ مُتَمَتِّعاً بِها إِلى الْحَجِّ» و (يُقَدِّمُ الْعُمْرَةَ) وجوباً (فَيَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ) ندباً (عِنْدَ رُؤْيَةِ الْبَيْتِ وَيَتَحَلَّلُ عَقِيبَ السَّعْيِ) بأن يحلق رأسه أو يقصر وجوباً (ثُمَّ يُحْرِمُ لِلْحَجِّ مِنْ أَيِّ) مواضع (مَكَّةَ وَلَيْسَ) الإحرام من مكة (شَرْطاً) في صحَّة الحج، بل لو أحرم من أي المواقيت جاز (ثُمَّ) إذا أحرم للحج فإنه (يَسْتَكْمِلُ الْمَنَاسِكَ) العشرة (مُؤَخِّراً لِطَوَافِ الْقُدُومِ) والسعي على الوقوف.