لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(فصل) في بيان من يصح منه الإعتاق ومن يصح عتقه وما يتعلق بذلك

صفحة 405 - الجزء 1

(كِتَابُ الْعِتْقِ⁣(⁣١))

  (فَصْلٌ) يَصِحُّ مِنْ كُلِّ مُكَلَّفٍ مَالِكٍ حَالَهُ لِكُلِّ مَمْلُوكٍ؛ وَلَوْ كَافِرَيْنِ، وَلَا تَلْحَقُ الْإِجَازَةُ إلَّا عَقْدَهُ، وَلَا الْخِيَارُ إلَّا الْكِتَابَةَ.

  (فَصْلٌ) وَلَهُ أَلْفَاظٌ وَأَسْبَابٌ، فَصَرِيحُ لَفْظِهِ: مَا لَا يَحْتَمِلُ غَيْرَهُ كَالطَّلَاقِ، نَحْوُ: يَا حُرُّ، وَأَنْتَ مَوْلَايْ أَوْ وَلَدِي، فَإِنْ أَكْذَبَهُ الشَّرْعُ ثَبَتَ الْعِتْقُ لَا النَّسَبُ، وَالْعَقْلُ بَطَلَا،


(فَصْلٌ) في بيان من يصح منه الإعتاق ومن يصح عتقه وما يتعلق بذلك

  (يَصِحُّ) الإعتاق (مِنْ كُلِّ مُكَلَّفٍ) مختارٍ أو مكرهٍ ونواه (مَالِكٍ حَالَهُ) أي حال إيقاع لفظ العتق غالباً، احترازاً من أن يعتق ما تلد جاريته فإنه يصح وإن لم يكن مالكاً في الحال لكونه وجد السبب، ويجب أن يكون أيضاً مطلق التصرف، فلا ينفذ من المحجور إلا بإجازة الغرماء أو فكِّ الحجر أو إيفاء الدين، نعم ويصح العتق (لِكُلِّ مَمْلُوكٍ) سواءً كان قناً أم مدبَّراً أم مكاتباً أم أُمَّ ولد (وَلَوْ) كان المعتِق والمعتَق (كَافِرَيْنِ، وَلَا تَلْحَقُ الْإِجَازَةُ إلَّا عَقْدَهُ) نحو أنت حرٌّ على ألف أو على أن تدخل الدار (وَلَا) يلحق (الْخِيَارُ) في العتق، فيبطل الشرط وينفذ العتق (إلَّا الْكِتَابَةَ) فيصح فيها الخيار.

(فَصْلٌ) في ألفاظه وأسبابه

  (وَلَهُ أَلْفَاظٌ وَأَسْبَابٌ فَصَرِيحُ لَفْظِهِ مَا لَا يَحْتَمِلُ غَيْرَهُ) كأنت حرٌّ وأعتقتك ... الخ (كَالطَّلَاقِ) في أنه يصح أن يكون خبراً، أو إنشاءً، أو إقراراً ولو هازلاً، أو نداءً ... الخ (نَحْوُ يَا حُرُّ) أو يا عتيق ولو ظنه غير عبده، وهذا في النداء (وَأَنْتَ مَوْلَايْ) في الخبر (أَوْ) أنت (وَلَدِي) أو هو ولدي إذا عرف أن ذلك يقع به العتق (فَإِنْ أَكْذَبَهُ الشَّرْعُ) حيث قال هو ابني والشرع يقضي بكذبه بأن يكون مشهور النسب لغيره (ثَبَتَ الْعِتْقُ لَا النَّسَبُ وَ) إن أكذبه (الْعَقْلُ بَطَلَا) معاً أي العتق والنسب، نحو أن يقول هو ابني وهو أكبر منه.


(١) العتق: هو إزالة الرِّق عن الآدمي.