(فصل) في بيان الحرز ومسائله
  أَوْ كَوَّرَ غَيْرُهُ وَقَرَّبَ، إلَّا مِنْ خُرْقٍ مَا بَلَغَتْهُ يَدُهُ أَوْ نَابِتاً مِنْ مَنْبَتِهِ أَوْ حُرّاً وَمَا فِي يَدِهِ أَوْ غَصْباً أَوْ غَنِيمَةً أَوْ بَيْتَ مَالٍ أَوْ مَا اسْتَخْرَجَهُ بِخَارِجٍ بِنَفْسِهِ كَنَهْرٍ وَرِيحٍ وَدَابَّةٍ لَمْ يَسُقْهَا وَلَوْ حَمَّلَهَا، لَكِنْ يُؤَدَّبُ كَالْمُقَرِّبِ.
  (فَصْلٌ) وَالْحِرْزُ مَا وُضِعَ لِمَنْعِ الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ إلَّا بِحَرَجٍ، وَمِنْهُ الْجُرْنُ وَالْمِرْبَدُ وَالْمُرَاحُ مُحَصَّنَاتٍ، وَبَيْتٌ غَيْرُ ذِي بَابٍ فِيهِ مَالِكُهُ، وَالْمَدْفِنُ الْمُعْتَادُ، وَالْقَبْرُ لِلْكَفَنِ، وَالْمَسْجِدُ وَالْكَعْبَةُ لَكِسْوَتِهِمَا وَآلَاتِهِمَا،
  فلا قطع (أَوْ كَوَّرَ غَيْرُهُ وَقَرَّبَ) أي جمع المسروق غير السارق في صُرَّةٍ وقَرَّبَه إلى حيث تبلغه يد السارق من خارج الحرز فإنه يقطع المستخرج (إلَّا) أن يتناول السارق (مِنْ خُرْقٍ) أي من كَوَّةٍ أو نحوها (مَا بَلَغَتْهُ يَدُهُ) بنفسها فإن أخذه بتكلُّفٍ أو كان واضعه بقرب الكوة متعدياً فإن الآخذ يقطع (أَوْ) أخذ (نَابِتاً) سواءً كان شجراً أم زرعاً (مِنْ مَنْبَتِهِ) ولو حريزاً فلا يقطع (أَوْ) أخذ (حُرّاً وَمَا فِي يَدِهِ) من متاعٍ أو حَلْيٍ فلا قطع (أَوْ) سرق (غَصْباً) إذ هو كغير المحرز (أَوْ غَنِيمَةً أَوْ بَيْتَ مَالٍ) إذ له شبهةٌ فيهما (أَوْ) سَرَقَ (مَا اسْتَخْرَجَهُ بِخَارِجٍ بِنَفْسِهِ كَنَهْرٍ وَرِيحٍ وَدَابَّةٍ لَمْ يَسُقْهَا وَلَوْ حَمَّلَهَا) فإن السارق إذا وضع المال في نهرٍ جارٍ فخرج من الحرز بجَريِ الماء، أو في مَهَبِّ ريحٍ فخرج بهبوبها، أو على دابَّةٍ فخرجت بنفسها، أو سيارةٍ من دون سَوقِهِ لم يقطع بذلك كله (لَكِنْ يُؤَدَّبُ كَالْمُقَرِّبِ) للمال من الباب لأخذه، وهذا عامٌّ لجميع المسائل من قوله: «إِلَّا مِنْ خُرْقٍ» والله أعلم.
(فَصْلٌ) في بيان الحرز ومسائله
  (وَالْحِرْزُ مَا وُضِعَ لِمَنْعِ الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ) من جدارٍ أو خشبٍ أو زرْبٍ أو قصبٍ أو نحو ذلك (إلَّا بِحَرَجٍ) ومشقةٍ أو ما يمنع الخارج من الدخول (وَمِنْهُ) أي من الحرز (الْجُرْنُ) وهو المجران في عرفنا (وَالْمِرْبَدُ) وهو مجلس الإبل (وَالْمُرَاحُ) كزريبة الغنم في حال كونها (مُحَصَّنَاتٍ) بجدارٍ ونحوِهِ يمنع الداخل والخارج إلا بتكلُّف (وَ) من الحرز (بَيْتٌ غَيْرُ ذِي بَابٍ) رأساً أو كان بابه مفتوحاً و (فِيهِ مَالِكُهُ) أو حافظه (وَالْمَدْفِنُ الْمُعْتَادُ) عُمْقُه وردمُ التراب فوقَ بابه فإنه حرزٌ (وَالْقَبْرُ) حرزٌ (لِلْكَفَنِ وَالْمَسْجِدُ وَالْكَعْبَةُ) حرزٌ (لَكِسْوَتِهِمَا وَآلَاتِهِمَا) من الفراش والقناديل وغيرها مع تغليق الأبواب في غير أوقات الصلاة.