لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(فصل) في بيان من يلزمه لوازم الخطأ وذكر بعض صور الخطأ

صفحة 538 - الجزء 1

  (فَصْلٌ) وَمَا لَزِمَ بِهِ فَعَلَى الْعَاقِلَةِ بِشُرُوطٍ سَتَأْتِي؛ كَمُتَجَاذِبَيْ حَبْلِهِمَا فَانْقَطَعَ، فَيَضْمَنُ كُلّاً عَاقِلَةُ الْآخَرِ وَلَوْ كَانَ أَحَدُهُمَا عَبْداً لَزِمَتْ عَاقِلَةَ الْحُرِّ قِيمَتُهُ، وَتَصِيرُ لِوَرَثَتِهِ، وَمِثْلُهُمَا الْفَارِسَانِ وَالْفُلْكَانِ اصْطَدَمَا خَطَأً، وَكَحَافِرِ بِئْرٍ تَعَدِّياً فَيَضْمَنُ عَاقِلَتُهُ الْوُقُوعَ فِيهَا؛ لَا عَلَى مَنْ تُضْمَنُ جِنَايَتُهُ أَوْ مَا وَضَعَهُ مِنْ مَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ فَيَشْتَرِكَانِ، فَإِنْ تَعَدَّدَ الْوَاقِعُونَ مُتَجَاذِبِينَ أَوْ لَا؛ مُتَصَادِمِينَ أَوْ لَا؛ عُمِلَ بِمُقْتَضَى الْحَالِ مِنْ خَطَأٍ وَعَمْدٍ وَتَحْصِيصٍ وَإهْدَارٍ،


(فَصْلٌ) في بيان من يلزمه لوازم الخطأ وذكر بعض صور الخطأ

  (وَمَا لَزِمَ بِهِ) أي بالخطأ من ضمان الأرش أو الدية (فَعَلَى الْعَاقِلَةِ بِشُرُوطٍ سَتَأْتِي) في فصل: «من يعقل عن الشخص ... الخ» ومن صور الخطأ ما ذكره # بقوله: (كَمُتَجَاذِبَيْ حَبْلِهِمَا فَانْقَطَعَ) بالمجاذبة فماتا أو جُرِحَا (فَيَضْمَنُ كُلّاً) منهما (عَاقِلَةُ الْآخَرِ) أي على كل عاقلةٍ ديةٌ كاملةٌ أو أرشُ الجنايات، ولا يتساقطا (وَلَوْ كَانَ أَحَدُهُمَا) أي أحد المتجاذبين (عَبْداً لَزِمَتْ عَاقِلَةَ الْحُرِّ قِيمَتُهُ) أي قيمةُ العبد (وَتَصِيرُ) تلك القيمة (لِوَرَثَتِهِ) أي لورثة الحرِّ لئلا يُهْدَرَ دم الحرِّ، وباقي دية الحرِّ إن لم تف القيمةُ من بيت المال (وَمِثْلُهُمَا) أي مثل متجاذبي الحبل (الْفَارِسَانِ وَالْفُلْكَانِ) وهما السفينتان (اصْطَدَمَا خَطَأً) بأن لا يقصد كلٌّ منهما إعناتَ الآخَر، فيتعلق الضمانُ بعواقل الفارسَينِ وقوَّادِ السفينتين، ومثلُهُما السيَّارتان (وَ) من صورِ الخطأ قوله: (كَحَافِرِ بِئْرٍ تَعَدِّياً) كأن يحفرها في ملك الغيرِ أو حقٍّ عامٍّ، فما حصلَ من الجنايات فيها فخطأٌ (فَيَضْمَنُ عَاقِلَتُهُ) أي عاقلة الحافر (الْوُقُوعَ فِيهَا) أي في البئر ولو بعد موت الحافر (لَا) إذا كان تلف الساقط بالوقوع فيها وبكونه (عَلَى مَنْ تُضْمَنُ جِنَايَتُهُ) أو بتسبيبه كآدميٍّ متعدٍّ بالوقوف في فم البئر أو حيوانٍ عقورٍ (أَوْ) على (مَا وَضَعَهُ) من تضمن جنايته في البئر (مِنْ مَاءٍ أَوْ غَيْرِهِ) كنارٍ أو سِكِّينٍ فهلك الساقط فيها بمجموع الهُوِيِّ في البئر والوقوع على الذي فيها (فَيَشْتَرِكَانِ) أي الحافر والواقف أو الواضع في دية المتردِّي (فَإِنْ تَعَدَّدَ الْوَاقِعُونَ) في البئر المتعدَّى بحفرها (مُتَجَاذِبِينَ) في الوقوع فيها (أَوْ لَا؛ مُتَصَادِمِينَ أَوْ لَا؛ عُمِلَ بِمُقْتَضَى الْحَالِ مِنْ خَطَأٍ وَعَمْدٍ وَتَحْصِيصٍ وَإهْدَارٍ) وفي هذه المسألة أربعُ صورٍ، نذكر صورة منها، وهي حيث كان الأربعةُ الساقطون متجاذبين متصادمين