لباب الأفكار في توضيح مبهمات الأزهار،

أحمد بن حسن أبو علي (معاصر)

(فصل) في صفة التيمم وما يتيمم به

صفحة 47 - الجزء 1

  وَيَجِبُ شِرَاؤُهُ بِمَا لَا يُجْحِفُ، وَقَبُولُ هِبَتِهِ، وَطَلَبُهُ حَيْثُ لَا مِنَّةَ لَا ثَمَنِهِ، وَالنَّاسِي لِلْمَاءِ كَالْعَادِمِ.

  (فَصْلٌ) وَإِنَّمَا يُتَيَمَّمُ بِتُرَابٍ مُبَاحٍ طَاهِرٍ مُنْبِتٍ يَعْلَقُ بِالْيَدِ لَمْ يَشُبْهُ مُسْتَعْمَلٌ أَوْ نَحْوُهُ كَمَا مَرَّ، وَفُرُوضُهُ: التَّسْمِيَةُ كَالْوُضُوءِ، وَمُقَارَنَةُ أَوَّلِهِ بِنِيَّةٍ مُعَيِّنَةٍ، فَلَا يَتْبَعُ الْفَرْضَ إلَّا نَفْلُهُ أَوْ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى أَدَائِهِ كَالْوِتْرِ أَوْ شَرْطُهُ كَالْخُطْبَةِ، وَضَرْبُ التُّرَابِ بِالْيَدَيْنِ، ثُمَّ مَسْحُ الْوَجْهِ مُسْتَكْمَلاً كَالْوُضُوءِ، ثُمَّ أُخْرَى لِلْيَدَيْنِ، ثُمَّ مَسْحُهُمَا مُرَتَّباً كَالْوُضُوءِ، وَيَكْفِي الرَّاحَةَ الضَّرْبُ، وَنُدِبَ ثَلَاثاً وَهَيْئَاتُهُ.


  (وَيَجِبُ شِرَاؤُهُ بِمَا لَا يُجْحِفُ وَقَبُولُ هِبَتِهِ) أي الماء (وَطَلَبُهَا حَيْثُ لَا مِنَّةَ) تلحقه (لَا) قبول (ثَمَنِهِ) فلا يلزمه (وَالنَّاسِي لِلْمَاءِ كَالْعَادِمِ) فيعيد إن وجده في الوقت فقط.

(فَصْلٌ) في صفة التيمم وما يُتَيمم به

  (وَإِنَّمَا يُتَيَمَّمُ بِتُرَابٍ) احترازاً من الحجر فإنه لا يجزي (مُبَاحٍ) احترازاً من المغصوب (طَاهِرٍ) احترازاً من المتنجس (مُنْبِتٍ) احترازاً من السبخة وما لا ينبت (يَعْلَقُ بِالْيَدِ) احترازاً من الرمل الكثكث والطين اليابس الذي لا يعلق فلا يجزي (لَمْ يَشُبْهُ مُسْتَعْمَلٌ) وهو ما يتساقط بعد ملاصقة البشرة التي استعمل لها ورفع حكماً (أَوْ نَحْوُهُ) مما لا يُطَهِّر كالدقيق والرماد (كَمَا مَرَّ) في الوضوء نظيره. (وَفُرُوضُهُ) ستةٌ: (التَّسْمِيَةُ كَالْوُضُوءِ) في محلها وقدرها وكذا في دخول الصرف والرفض والتفريق في نيته (وَمُقَارَنَةُ أَوَّلِهِ) وهو مسح الوجه (بِنِيَّةٍ مُعَيِّنَةٍ) مفردةٍ في الفرائض ولشيءٍ مقدرٍ في النوافل (فَلَا يَتْبَعُ الْفَرْضَ إلَّا نَفْلُهُ) كسنة الظهر والمغرب (أَوْ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى أَدَائِهِ) أي على أداء الفرض (كَالْوَتْرِ) فإنه يترتب على أداء العشاء (أَوْ شَرْطُهُ كَالْخُطْبَةِ) فيجزي للجمعة والخطبة تيمم واحد (وَضَرْبُ التُّرَابِ بِالْيَدَيْنِ) لا بغيرهما إلا لعذر (ثُمَّ مَسْحُ الْوَجْهِ مُسْتَكْمَلاً كَالْوُضُوءِ ثُمَّ) ضربة (أُخْرَى لِلْيَدَيْنِ ثُمَّ مَسْحُهُمَا) أي اليدين (مُرَتَّباً كَالْوُضُوءِ) فيقدِّم اليمنى (وَيَكْفِي الرَّاحَةَ) وهي باطن الكف (الضَّرْبُ وَنُدِبَ) الضرب (ثَلَاثاً) ضربة باليدين للوجه وضربة باليد اليسرى ثم يمسح بها اليمنى الراحة وغيرها وضربة باليمنى ثم يمسح بها اليسرى كذلك (وَهَيْئَاتُهُ) وهي أن يضرب بيديه مصفوفتين مُفَرِّجاً بين أصابعه، ثم إذا رفع يديه نفضهما أو نفخهما ليزول ما لا يحتاج إليه من التراب.