غرة وجه البيان في متشابه القرآن،

الحسن بن صلاح الداعي (المتوفى: 1120 هـ)

المقدمة

صفحة 11 - الجزء 1

  

المقدمة

  {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}⁣(⁣١)، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وبعد:

  إنَّ لمعرفة معاني الآيات المتشابهة في القرآن أهمية كبيرة، فقد وصف الله تعالى العالِمين بها بالراسخين في العلم، وكان حَبْر الأمة عبد الله بن عباس يقول: (أنا من الراسخين في العلم، أنا ممن يعلم تأويله)⁣(⁣٢).

  فالأئمة والعلماء والمفسرون لم يُغفلوها في مؤلفاتهم وتفاسيرهم، فهذا الحاكم الجشمي أشار إلى كثير منها في تفسيره (التهذيب)، وكذلك الزمخشري في كتابه (الكشاف)، وأفرد بعض العلماء لها تصانيف خاصة كالقاضي عبد الجبار المعتزلي في (متشابه القرآن) طبع في مجلدين، ولا يزال القارئ بحاجة إلى كتيب صغير الحجم قريب المتناول، يجمع أهم الآيات المتشابهة، ويبين كيفية فهمها في سائر القرآن، فكان كتاب (غرة وجه البيان، في متشابه القرآن) شافيًا في موضوعه، ولقد بذلتُ ما بوسعي في إخراجه بعد أن عثرتُ عليه ضمن مجموع (مصوَّر) يحتوي على كتب ورسائل للمؤلف، منها القصيدة الدامغة، وذلك بمكتبة السيد العلامة/ عبد الرحمن بن حسين شايم المؤيدي |.

  ولْيعذرني القارئ إذا وجد خللاً؛ لأن النسخة عبارة عن مسودَّة المؤلف، وغير معجمة، ومتداخلة الكلمات.

  أسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا خالصة له، وأن يغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات.

  أ. محمد عيسى


(١) سورة الأنعام: ١.

(٢) تفسير الثعلبي - الكشف والبيان عن تفسير القرآن ٣/ ١٤٠، وتفسير الطبري ٣/ ١٨٣.