[مقدمة المؤلف]
  الثاني: وهو الذي ضَلّ فيه علماءُ العوام وأتباعهم الطغام، وتأوَّلُوه على ما يُوَافِقُ هَوَاهُمْ، وخَالَفُوا به هُدَاهُم، وَأوْجَبُوا الوَقْفَ على الجَلالَةِ لِقَطْعِهِم بأن المتشابه لا يَعْلَمُهُ إلاَّ اللهُ، ثم لم يَعْمَلُوا بالوقفِ بل أخذوا المتشابه الذي زعموا وتأوَّلوه وفسَّروه وصار الوَقْفُ عندهم على غير معنى - مع أنه عندهم من الواجبات والفروض الَّلازمات، وقال بعضهم - وما رأيته من كلامه: (ومن وَصَلَ فقد كفر).
  والآن نَشْرَعُ في تقسيمِ المتشَابهِ على هذا الوجه الأخير(١)، ونُبَيِّنُ في الأقسام اختلافهم وكلامهم، وكيفية المتشابه والعمل به، ونُبَيّنُ بعد تمام الأقسام ما نَصَّ عليه الأئمة الأعلام عليهم صلاة الله(٢)، من تفسيره وتحقيقه وَردِّه إلى المحكم، وجعل القرآن كلِّه مُحْكَمًا إن شاء الله تعالى.
(١) وهو الذي زعموا أنه لا يعلمه إلا الله (وتأولوه على ما يوافق هواهم).
(٢) الصلاة من المخلوقين بمعنى الدعاء.