مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

الدليل الصغير

صفحة 125 - الجزء 1

  بكيفية⁣(⁣١) اختلافها وتصريفها⁣(⁣٢) وزيادتها ونقصانها؛ فبذلك علمنا أنها محدثة وأن لها محدثاً أحدثها ومصرفاً صرفها غيرها.

  ووجه آخر: أنا وجدنا العالم وما فيه على كثرة أجزائه واختلاف أنواعه مقسماً قسمين ولم نجد إلى ثالث سبيلاً: إما جسماً وإما غير جسم، ووجدنا الجسم غير منفكٍ من صورة من الصور مع التأليف والتركيب، فوجب بذلك أن مصوراً صورها، ومركباً ركبها، ومؤلفاً ألفها؛ قياساً على ما شاهدنا؛ إذ لم نجد صورة إلا ولها مصوِّر ولا كتاباً إلا وله كاتب، ولا بناء إلا وله بانٍ، فعند⁣(⁣٣) ذلك علمنا أنها محدثة؛ إذ كانت لا تنفك من أن تكون مصورة مؤلفة.

  ولما كان ما في العالم من الأجسام محدثاً لما وصفنا، وكان⁣(⁣٤) ما لا جسم لا يقوم إلا بالجسم⁣(⁣٥) - كان ما لا جسم أحرى أن يكون محدثاً [إذ كان لا يقوم إلا بالجسم، ولا يقوم الجسم إلا بمحدِث، وهو الله رب العالمين]⁣(⁣٦).

  ووجه آخر: أنا وجدنا العالم جسماً ولا جسم، والجسم منه غير منفكٍ من الحركة والسكون، والحركة والسكون محدثان، فوجب أن الجسم محدث؛ لأن ما لم يسبق الشيء فليس أقدم منه، وإذ لم يكن الجسم أقدم من الحركة والسكون فالحركة والسكون [محلهما الجسم؛ إذ لم ينفك منهما ولا هما منه، فبذلك أوجب أنه محدث]⁣(⁣٧).


(١) في (١، ٢): بكيفيته.

(٢) في (أ): وتصرفها.

(٣) في (أ): فبعد.

(٤) في (أ): فكان.

(٥) في (١): بجسم.

(٦) ما بين المعقوفين ساقط من (١، ٢) وفيهما محله في (١): إذ لا يقوم إلا بمحدث وهو الجسم. وفي (٢): إذ كان لا يقوم المحدث وهو الجسم.

(٧) ما بين المعقوفين ساقط من (١، ٢) وفيهما محله: محدثان، فقد وجب أن الجسم محدث.