مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

الدليل الصغير

صفحة 141 - الجزء 1

  للرجل: فارقتك لي قولك، أي: خالفتك في قولك.

  وإن أردت بقولك أنه مفارق لها مفارقة وأن بينه وبينها مسافة فلا.

  فإن قال: أفتقولون إنه مخالف للخلق؟

  قيل له: نعم، من جميع الجهات.

  فإن قال: أفتقولون: إنه مخالف للمؤمنين؟

  قيل له: هذه لفظة لا تطلق؛ لأنها توهم أنه بريء منهم وأنهم ليسوا على دينه، إلا أن يقال: إنه مخالف في الذات فإنه لا يشبههم؛ فإن أراد هذا المعنى جاز معناه.

  وكذلك الجواب في قوله: الله مفارق للمؤمنين ومباين لهم؛ فإن أراد من طريق المسافة فلا يجوز، وإن أراد بعد التشبيه منهم جاز، ولا يطلق أنه مخالف للمؤمنين ولا مباين ولا مفارق حتى تفسر وتخبر بمعناه، فأما الكفار فجائز أن يقال: ربنا مخالف لهم من جميع الجهات، ولا يقال: مباين لهم ولا مفارق لهم في المسافة.

  فإن قال: أفتقولون: إنه موجود بكل مكان وفي كل مكان؟

  قيل له: نعم، على التدبير والإحاطة بها، وليس هو فيها مستجن ولا مماس ولا هي له وعاء، تعالى عن ذلك علواً كبيراً.

  فإن قال: هل يعقل شيء في شيء وليس بوعاء ولا مماس؟

  قيل له: نعم، من ذلك: الإنسان في صلاته وصومه، والصلاة والصوم ليسا له بوعاء في شأنه ذلك.

  فإن قال: أتزعم⁣(⁣١) أنه في السماء إله [وفي الأرض إله]⁣(⁣٢)؟

  قيل له: نعم، كما قال، وفي الأرض إله، وهو في كل مكان⁣(⁣٣).

  فإن قال: ولم قلت: إنه في كل مكان؟


(١) في نخ (١، ٢): فهل تزعم.

(٢) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).

(٣) في نخ (١، ٢): كما قال الله إنه في الأرض إله وفي كل مكان.