مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

الدليل الصغير

صفحة 142 - الجزء 1

  قيل له: لأنه لم يكن في كل مكان محدوداً؛ لأن معنى الشيء المحدود أنه في موضع دون آخر، ألا ترى أنك تقول: دار فلان يحدها كذا وكذا لأنها ليست شاملة لما بينها، فلو كان تعالى في مكان دون مكان كان⁣(⁣١) محدوداً والمحدود يدل على الحدث والصنعة، فعلمنا بذلك أنه ليس في مكان دون مكان.

  فإن قال: فإذا زعمت أنه في كل مكان فتقول⁣(⁣٢): إنه في هذا البيت، أو تقول⁣(⁣٣): إنه في كل⁣(⁣٤) مكان؟ أيجوز هذا الكلام؟

  قيل له: لا يقال⁣(⁣٥) ذلك؛ لأنه يوهم أنه في هذا البيت دون ما سواه، ولكن يقال: إنه في كل مكان ولا يقال: إنه في كذا وكذا مما لا يجوز ذكر ذلك؛ لأنك تقلب المعنى وتزيله عن جهته.

  وإن قال: إن أثبت⁣(⁣٦) أنه في كذا وكذا وقد زعمت أنه في كل مكان؟

  قيل له: لأن⁣(⁣٧) من الأشياء ما يحسن إطلاقها في الجملة ولا يحسن⁣(⁣٨) إطلاقها في التفسير، من ذلك ما نقول: ما دون الله لله، ولا يجوز أن يقال⁣(⁣٩): «الولد لله» وإن كان دون الله، [ولا الصاحبة لله ولا اللعنة لله ولا الخزي لله وإن كان كل ذلك دون الله]⁣(⁣١٠) فيقبح بهذا الوجه ويحسن إطلاق ذلك في الجملة، فيقال: ما


(١) «كان» ساقطة من (أ، ٢).

(٢) في (أ): أفتقولون.

(٣) في (أ): تقولون.

(٤) «كل» ساقط من (أ)، والعبارة فيها هكذا: إنه في مكان أو يجوز ... إلخ.

(٥) في (١، ٢): نقول.

(٦) كذا في المخطوطات، ولعلها: لم نفيت أنه في كذا وكذا ... إلخ.

(٧) في (أ): إن.

(٨) في نخ (١، ٢) بدل «ولا يحسن»: ويقبح.

(٩) في (١): نقول.

(١٠) غير موجود في نخ (٢)، وفي (١): ولا الصاحبة لله وإن كان دون الله.