مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

الدليل الصغير

صفحة 143 - الجزء 1

  دون الله لله، وكذلك يقال في الجملة: إن الله قوي وما سواه ضعيف، والقرآن سوى الله، وحجج الله سوى الله، ورسول الله ÷ سوى الله، ولا يقال: إن القرآن ضعيف [ولا أن حجج الله ضعيفة ولا أن رسول الله صلى الله عليه ضعيف، فقد قيل في الجملة: ما سوى الله ضعيف]⁣(⁣١).

  وكذلك يقال: إن الله في كل مكان ولا يقال إنه في كم ولا في موضع مما لا يحسن ذكره؛ لأن الإطلاق في⁣(⁣٢) ذلك في التفسير يوهم خلاف ما لم⁣(⁣٣) يوهم إطلاقه في الجملة، ولذلك إن شاء الله نظائر كثيرة تطلق في الجملة وتمتنع في التفسير.

  فإن سأل سائل عن العالم: أله غاية أو لا غاية له؟

  قيل له: بل له غاية ينتهي إليها ونهاية لا يجوزها.

  فإن قال: فأخبرني عن⁣(⁣٤) الذي تعبد أليس هو في العالم موجود مدبر؟

  قيل له: نعم.

  فإن قال: فإذا كان الذي تعبد موجوداً في العالم وللعالم غاية أوجبت للمعبود غاية.

  قيل له: إن الذي أعبد تعالى موجود بكل مكان، وموجود ولا مكان⁣(⁣٥) على ما لم يزل ولا مكان [ولما كان موجوداً في الأماكن موجوداً على ما لم يزل ولا مكان]⁣(⁣٦) كان الأمر على ما وصفت لك من إثبات الغاية، وليس هو كذلك


(١) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).

(٢) «الإطلاق في» ساقط من نخ (١)، وفي نخ (٢): لأن إطلاق ذلك في التفسير.

(٣) «لم» ساقط من (أ).

(٤) «عن» ساقط من (أ).

(٥) في (أ): ولا في مكان.

(٦) ما بين المعقوفين ساقط من (أ) وفيها: وكان الأمر.