الدليل الصغير
  دون الله لله، وكذلك يقال في الجملة: إن الله قوي وما سواه ضعيف، والقرآن سوى الله، وحجج الله سوى الله، ورسول الله ÷ سوى الله، ولا يقال: إن القرآن ضعيف [ولا أن حجج الله ضعيفة ولا أن رسول الله صلى الله عليه ضعيف، فقد قيل في الجملة: ما سوى الله ضعيف](١).
  وكذلك يقال: إن الله في كل مكان ولا يقال إنه في كم ولا في موضع مما لا يحسن ذكره؛ لأن الإطلاق في(٢) ذلك في التفسير يوهم خلاف ما لم(٣) يوهم إطلاقه في الجملة، ولذلك إن شاء الله نظائر كثيرة تطلق في الجملة وتمتنع في التفسير.
  فإن سأل سائل عن العالم: أله غاية أو لا غاية له؟
  قيل له: بل له غاية ينتهي إليها ونهاية لا يجوزها.
  فإن قال: فأخبرني عن(٤) الذي تعبد أليس هو في العالم موجود مدبر؟
  قيل له: نعم.
  فإن قال: فإذا كان الذي تعبد موجوداً في العالم وللعالم غاية أوجبت للمعبود غاية.
  قيل له: إن الذي أعبد تعالى موجود بكل مكان، وموجود ولا مكان(٥) على ما لم يزل ولا مكان [ولما كان موجوداً في الأماكن موجوداً على ما لم يزل ولا مكان](٦) كان الأمر على ما وصفت لك من إثبات الغاية، وليس هو كذلك
(١) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).
(٢) «الإطلاق في» ساقط من نخ (١)، وفي نخ (٢): لأن إطلاق ذلك في التفسير.
(٣) «لم» ساقط من (أ).
(٤) «عن» ساقط من (أ).
(٥) في (أ): ولا في مكان.
(٦) ما بين المعقوفين ساقط من (أ) وفيها: وكان الأمر.