مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

الدليل الصغير

صفحة 144 - الجزء 1

  تعالى؛ لأنه موجود بكل مكان مدبر وموجود على ما لم يزل ولا مكان، ألا ترى أنه لو أحدث مثل العالم أو أمثاله⁣(⁣١) كان فيه موجوداً مدبراً، فلذلك قلنا: إنه موجود في الأمكان وموجود على ما لم يزل، ولو كان في الأماكن كان لو أحدث مثل هذا العالم ومثل هذه الأماكن كان عنها غائباً، فلما قلنا: إنه تعالى لو⁣(⁣٢) أحدث مثل هذه الأماكن كان عنها غير غائب وكان بها موجوداً علمنا أنه لا غاية له ولا نهاية له⁣(⁣٣).

  فإن قال: فأخبرني عن هذه الأشياء التي أحدثها الله أحدثها في نفسه أم في غيره؟

  قيل له: إن الله تعالى لا تحل فيه الأفعال ولا يشغله شأن عن شأن⁣(⁣٤)، وذلك على ما زعمت⁣(⁣٥) صفة الإنسان وما أشبهه من الحيوان، وربنا إذا أراد شيئاً كان بلا معاناة ولا اشتغال، وليس بجسم فتحل فيه⁣(⁣٦) الأفعال؛ لأن الحلول إنما يكون في الأجسام.

  فإن قال: فخلق الأشياء⁣(⁣٧) من شيء أو من لا شيء؟

  قيل له: أما أول الأشياء فخلقت من لا شيء، وأما ما أحدث⁣(⁣٨) بعد حدوث أوائل الأشياء فمنها ما أحدث لا من شيء ومنها ما أحدث من شيء [كالإفراز


(١) في (أ): وأمثاله.

(٢) في (أ، ٢): فلما قلنا تعالى إنه لو.

(٣) «له» ساقط من (١، ٢).

(٤) في نخ (١): حال عن حال.

(٥) «على ما زعمت» ساقط من النسختين (١، ٢).

(٦) في (٢): به.

(٧) في نخ (٢): الإنسان.

(٨) في نخ (١، ٢): حدث.