[معاداة الكافرين]
  ثناؤه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ٢ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ٣ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ٤ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ٥}[المؤمنون]، فوصفهم بأعمالهم الصالحة حتى قال جل ثناؤه: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ١٠ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ١١}، وقال تبارك وتعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ١٥}[الحجرات]، فقد دخل في هذه الصفة كل طاعة؛ لأن الجهاد في سبيل الله يأتي على كل طاعة، فمن(١) أطاع الله في أداء فرائضه واجتناب محارمه فهو مجاهد بنفسه لربه في اتباع أمره وترك هوى نفسه، فلا جهاد أفضل من جهاد هذه النفس لردها عن هواها فيما يرديها، ومن مجاهدة الشيطان عدو الرحمن، فمن عمل ذلك فهو مؤمن؛ لأن الإيمان طاعة لله.
  وللمؤمنين يقول الله جل ثناؤه: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا ٤٧}[الأحزاب]، وقال جل ثناؤه: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ٤٣ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ٤٤}، فهذا ما وصفهم الله به في كتابه، وحكم لهم فيه، وفي سنة رسوله ÷، وبالولاية لهم وثبوت عدالتهم وشهادتهم، وحسن الظن بهم، والنصيحة لهم، والإحسان إليهم، وحسن الثناء عليهم.
[معاداة الكافرين]
  وعلى العبد أن يعادي أعداء الله الكافرين أين كانوا وحيث كانوا، أحياءهم وأمواتهم، وذكورهم وإناثهم، وقد وصفهم الله جل ثناؤه وبيَّن أحكامهم كلهم، أهل الكتابين والمجوس والصابئين، وغيرهم من المشركين والملحدين، والمصرين والمرتدين والمنافقين، فأمر بقتل بعضهم، وترك قتل بعضهم وأخذ
(١) في (أ): ومن.