[معاداة الفاسقين]
  الجزية، وترك نكاح نسائهم، وترك أكل ذبائحهم.
  وأما غيرهم من أهل الأديان من العرب والعجم، والمرتدين عن الإسلام إلى هذه الأديان المنصوصات من الكفر، أو الى الإلحاد، أو إلى صفة الله بالتشبيه له بخلقه، والافتراء عليه بالتظليم له في عباده، بأن كلفهم ما لا يطيقون، وعذب أطفالهم بما لا يكسبون؛ إذ خرجوا مما عليه الأمة مجمعون من سنة نبيهم ~ وعلى أهله؛ إذ أجمعوا أن الخارج منها كافر - فهؤلاء كلهم يستتابون من كفرهم، فإن تابوا وإلا قتلوا، لا يقبل منهم غير ذلك، ولا تؤكل ذبائحهم، ولا تنكح نساؤهم إن كن كفاراً، ويفرق بينهم وبين نسائهم إذا أسلمن، من حرائرهن وإمائهن، ولا يرثون، ويرث المؤمنون أموالهم.
  فهذا حكم المرتدين منهم، وبهذا حكم الله جل ثناؤه في جميع الكافرين، ما خلا من كان منهم له عهد من رسلهم، أو دخل بأمان إلى المسلمين في دارهم، أو كان بينه وبينهم صلح وعقد، فهؤلاء يوفى لهم بعهدهم، ولا ينقض شيء من عهدهم.
[معاداة الفاسقين]
  وعلى العبد أن يعادي أعداء الله الفاسقين، الذين أقروا ثم فسقوا، من كانوا وحيث كانوا، أحياءهم وأمواتهم، وذكورهم وإناثهم، الذين يسعون في الأرض فساداً، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل، ويركبون كبائر الإثم والفواحش، أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار، ونعلنهم كما لعنهم الله، ونتبرأ منهم، من كانوا وحيث كانوا، من قريب أو بعيد، وهكذا قال تبارك وتعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٢٢}[المجادلة]، فكل من أتى كبيرة من الكبائر أو ترك شيئاً من الفرائض المنصوصة على